mercredi 22 juin 2011

أحسن ما قيل في بن على و ظلمه




قبل اليوم





قبل اليوم كنا اذا أشرقت العيون ترى رسوم الظلوم تعلو الجدر
و قبل اليوم سمعنا نشيد الوطن ارداه صوت النفاق و من ذا غدر
كنا اذا مررنا جوار الجنود نحني الجبين والقلب يبكي العمر
اخرج من بيتك والتفت وراءك فالرقيب بالعين عن كل حر سهر
وكل جار يكتب بالغدر تقرير جاره فما تدري نفس بأي سجن تمر
مر على المقاهي ملءا بأهلها ثلاث وعشرين عام على نفس الكراسي تصر
أرقب الصبية على الباب تبكي و ما من مجيب يوم علم حرمت اذ بالحجاب تبر
ليس الذنب قلما بالبيت ينسى بل الباب لغير الساترات ممر
عن اليمين جلست في الستين  يدها على خدها تشكو الانتظار لمن عبر
لي خمس و السادس مفقود يتيم وعاطل تخرج  وطالبان و زواج الاخيرة منه لا مفر
كل ذاك و عتبات البيت تشهد ثمانون دينارا منذ اعوام بالذل هنا تنتظر
لكن ابتسامتها على المحيى رثاء لمن جاوز عجزها فقرا و دينا أمر
قبل اليوم يطلبك الموظف كرها ألفا من الاوراق او حتى حجرا من القمر
او علّه يمد العين قبل اليد و اللسان بكل الوقاحة خمسون دينارا لأسهّل لك ما عسر
فتبا للمرتشين وتبا للعابثين و تب لكل خنوع ما ضاق ذرعا وما انفجر
فاسد هنا امام الباب و سارق هناك على الكرسي
مرتش وراء المكتب والكل سواء
نفاقا صفقوا لصورة الرئيس فوق رؤوسهم اذ عن فسادهم غضوا النظر
و يا شريف القوم ما لك تجزع فالزنزانة بيت من بكل الفاسدين كفر
قبل اليوم يولد الرضيع فيهم غنيا مالكا للبيوت والقصور له مقر
و الرضيع منا ما حق له الحليب
فلأبنائهم كل الحلوى و لابنائنا رؤوس الجزر
قبل اليوم حكم القضاة مسجون والاحرار فيهم نبذوا كما جربى البقر
كل الفساد ذاك و الرئيس ما خبروه  مسكين بل غالطوه كذا أمر
في خطاب الظلم قالها  بالحزم كل الحزم أن الحر في تونس شر
 و ان العجوز يبكي شر
و ان الصغير حجارة يرمي شر
 و ان الكاتب اذا عبر شر
وان الفقير يلعن فقره شر
 حتى الغني ما رضى قسمة جهده مع الطغاة شر
بل كل الشعب كل الشعب على الشعب خطر
اما اهله و زوج الفساد ليلى هم الحماة هم الحماة هم الخير هم المطر
كما ناشدوك و لم يستحوا شعبهم نفاقا و تخوينا لللاجئين و من بقوة الجند هجر
يا بلدي لك الدعاء من كل العباد  ليلة الخميس دعاء الصابرين هز الحجر
دعوة الحق  نساها كل جبار بيد الملاك يحملها وقت السحر
ما ردها الله و ان بعد حين أجابها للشعب يوم استجاب القدر
كذا الشعر في وطني دعاء الساجدين تونس ليلك ينجلي و قيدك ينكسر
هبوا رجالا  نساء بوجه الرصاص  ألفا بعد ألف تجمعوا مد البصر
حبسوا أنفاس القوم أمام الشاشات كل العيون ترقب متى الجبار يندحر
هرب الظلوم و من كل صوب ترى طفلا أمام شرطي عجوزا وراء جندي قنّاص على السطح يرقب ثم يقتل و صوت عقر
ارحل عن و جودنا ارحل عن بلدنا مللناك رئيسا بل كنت سارقا مللنا ذا الوجه العكر
هرب الظلوم يا شعبي و ما هرب فالله ما أهمل دعوة مظلوم بكى تحت الشجر
لعمري ما أهداك هروبا بل ذاك طريق وعر
من قرطاج تسلكها الى الحرمين مأواها و الكل يدعو عليك متى مأواك سقر
الى العجوز على عتبات البيت
الى المسجون الى المعذب الى من به الظلوم مكر
الى الباكيات يوم الدراسة منعا بالحجاب تأملوا
الى العاطلين عن المقاهي سنين العمر
هرب الظلوم كما السابقين لكن عبرة للحاكمين فهل من معتبر
أن الشعب سيدكم وانتم عبيد و من جالد الناس كمن يسقي الشجر
يسقيها ظلما فتعلو شدادا  فلا يقوى الصعود ظلوم اذا الغصن كبر
الى الداعين في اليوم خمسا بلادي عبر
من كان منكم للهاربين عبدا فالهاربون هنا ماضي الخبر
و من كان لله عبدا و للشعب جندا فذا يوم العز قد حظر
فشمّر عن الاذرع الصادقات كبّر بها أن صعّد حديدا و مدّ الحجر
قد ولى عهد الجالسين و الحرية تونسية كما قالها كل البشر
كان التاريخ يكتب عمرنا ذلا و اليوم نكتب التاريخ فوق السطر
أنا لا نرضى بغير العز خبزا ومن خالف العز منا فذاك مكر
ومكر الغبي كمن يرتجي حياة على الارض حين قبر
عاشت تونس حرة عاش الشعب سيدا
اليوم تبدأ هنا الحكاية نرويها للصغير عند الكبر



أحمد بن خليفة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire