mercredi 29 juin 2011

سقوط الطائرة الروسية بين فرضية العمل التخريبي الصهيوني والخطأ البشري


أحمد الحاج علي - موسكو
يبقى الغموض سيد الموقف في تحديد أسباب تحطم طائرة الركاب الروسية تو – 134 و الذي أودى مؤخرا بحياة خمسة من كبار خبراء الصناعات النووية الروسية من بين 47 قتيل من ركاب الطائرة ال 52 و ذلك على بعد كيلومترٍ واحد من مدرج مطار مدينة بيتروزافودسك شمال العاصمة موسكو...

وسائل الإعلام طرحت روايات متعددة لأسباب الكارثة، من بينها فرضية "العمل التخريبي لمصلحة جهات أجنبية"،وقد نقل موقع صحيفة "هآرتس" الصهيونية عن مصادرأمنية روسية ان " الخبراء النوويين الخمسة كانوا من بين الذين ساعدوا ايران في بناء مفاعل و محطة بوشهر الكهروذرية.

المصادر ذاتها أضافت ان "مقتل العلماء الخمسة يعتبر ضربة قاسية للصناعات النووية الروسية مستبعدين فرضية الإعتداء الإرهابي على الطائرة التي يرجحون سقوطها نتيجة خلل فني أو خطا بشري...
يشار الى ان العلماء الخمسة عملوا في شركات تدخل ضمن مجموعة "روس أتوم" الروسية لبناء التقنيات النووية وهم مدير ورئيس المصممين في مكتب "الضغط الهيدروليكي سيرغي ريجوف، ونائبه غينادي بانيوك، وكبير المصممين نيكولاي ترونوف، ورئيس إحدى الإدارات بشركة "أتوم إنيرغوماش" فاليري ليالين وكبير التقنيين في مكتب التصميمات التجريبية بمصنع أفريكانوف لبناء الآلات أندريه تروفيموف.

مصادر الوكالة الفدرالية الروسية للنقل الجوي،أفادت أن الطائرة بدأت بالهبوط المبكر لأسباب غير معروفة منحرفة عن مسارها ما أسفر عن ارتطامها بالأشجار و بخطوط نقل الكهرباء التي تغذي المطار كما و أعلنت الأجهزة الأمنية المختصة أن خلاصة التحقيق أثبتت أن كافة اجهزة المراقبة و التوجيه في المطار المقصود كانت تعمل بشكل سليم حتى لحظة إنقطاع الكهرباء عنها بفعل إرتطام الطائرة بخطوط نقل التيار..

بهذا الصدد اشار رئيس المركز الروسي لدراسات إيران المعاصرة الخبير الإستراتيجي رجب سفاروف الى ان "تكتيك الموساد بات متعدد الأشكال منذ مدة بعيدة... فقادة الموساد اعلنوا بانفسهم انهم سوف يلاحقون كل عالم كل سياسي مرتبط بالبرنامج النووي الإيراني و ذلك لسبب أنه في المدى المنظور لا توجد إمكانية لتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران لأن ذلك غير ممكن و يفوق قدرات إسرائيل و إمكانياتها لذلك هم يحاولون التحول الى تكتيك آخر مختلف عن طريق التصفية الجسدية لسياسيين و خبراء.

ورأى سفاروف أن كارثة الطائرة الروسية التي أودت بحياة خمسة علماء نويين روس شاركوا في بناء محطة بوشهر، تاتي ضمن هذا السياق كجزء من تكتيك الموساد لإخافة العلماء المتعاونين مع إيران و هذا ينسجم بشكل منطقي مع طريقة عمل الموساد.،وقال" في الواقع قادة الموساد أنفسهم صرحوا بوضوح أن الطريقة الأكثر فعالية تعتبرالتصفية الجسدية و ملاحقة الخبراء المشاركين في البرنامج النووي و البرنامج العسكري الإيراني و نحن غير بعيدين عن النظرية التي تؤكد ضلوع الموساد في ملاحقة ليس فقط الخبراء الإيرانيين بل و خبراء من الدول أخرى مشاركين في البرنامج النووي الإيراني. هذا الأمر بات شديد الوضوح. البصمات ذاتها و كون خمسة اشخاص على قدر عالي من الأهمية باتوا ضحية هذا الحادث، يجب التفكير بإحتمال أن يكون هذا العمل مدبرا...

ولفت رئيس المركز الروسي لدراسات ايران الى ان الأجهزة الأمنية الروسية بحاجة لبعض الوقت لتقييم الحادث و الوصول إلى نتيجة واقعية لحقيقة الأمر و هنا لا أستبعد ان تكون مساعدة الخبراء الأمنيين الإيرانيين قيمة و عملية في هذا المجال، مشيراً الى "انه بالماضي القريب تمكن الخبراء الإيرانيون بعد دراسة دقيقة لنشاط الموساد وأم أي 6 و السي أي أي، تمكنوا من ربط خيوط حقيقية واضحة لتورط هذه الأجهزة في عمليات إغتيال علماء إيرانيين.
واكد ان الإستفادة من خبرات الأجهزة الأمنية الإيرانية الواسعة لكشف السبب الحقيقي لكارثة الطائرة الروسية تو 134 التي أودت بحياة عدد من أهم الخبراء النوويين الروس ستكون دون أدنى شك بالغة الأهمية و مفيدة في هذه الحالة..

حتى لو تأكدت فرضية الخطأ البشري أو الخلل الفني تبقى فرضية الأنامل الخفية التي تقف خلف الضربة القاسية التي تلقتها الصناعة النووية الروسية فمن النظريات المحتملة قيام بعض المخربين بتوجيه حزمة من اشعة الليزر الى مقصورة القيادة في الطائرة بواسطة جهاز لايزر متوفر في الأسواق و يمكن الحصول عليه بسهولة. هذه الأشعة تؤدي إلى تضليل قائد الطائرة عبر تشويش رؤيته لمسار الهبوط و إرباكه في قياس المسافة الفاصلة عن الأرض ما قد يكون أحد إحتمالات سبب تحطم الطائرة المنكوبة ،وقد تلقت القوى الأمنية بلاغات عن قيام بعض الأشخاص بإستعمال أجهزة لايزر بالقرب من حرم المطار تم التحفظ عليهم و إطلاق سراحهم بضمان إقامتهم لكون أجهزة اللايزر المضبوطة بحوزتهم غير ممنوعة من التداول و لايوجد دليل قاطع على تورطهم بحادثة تحطم الطائرة...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire