dimanche 7 août 2011

سمير الفرياني محافظ الشرطة الأعلى الذي تم إلقاء القبض عليه مؤخرا بسبب شهادات قدمها للرأي العام


 سمير الفرياني : زوجته تندد بعملية اختطافه. و صهره يصف عملية إيقافه بالإرهابية على طريقة الأفلام الهوليودية

إن الحديث في موضوع السيد سمير الفرياني محافظ الشرطة الأعلى الذي تم إلقاء القبض عليه مؤخرا بسبب شهادات قدمها للرأي العام حول تورط بعض الرموز و ملفات الفساد في الداخلية يندد فيها بتعيين "مجرم بن علي" على حد قوله مديرا عاما للمخابرات التونسية ويطالب بتفسير التباطؤ في التحقيق في حرق الذاكرة الأمنية وإعدام الأرشيف السياسي التونسي يحتاج جرأة و يحتاج عمقا و قبل كل شيء تحكيم ضمير ... لن أطيل فأنا أكره اللغو الذي لا يقدم للقضية شيئا... عملية الإيقاف كانت أشبه بعملية هوليودية استخدمت فيها سيارتان مجهولتان لمحاصرة سيارة المحافظ الأعلى للشرطة و من ثمة إلقاء القبض عليه .. وزوجته التي تمكنت أخيرا من لقائه لتلم ببعض التفاصيل تحدثت إلينا بقلب مفتوح ... قلب يتوجع و يشتكي من القهر و الظلم ... قلب يضج بمشاعر الحزن و لكنه مليء بالعاطفة و الحنان و الرأفة و الشفقة ... تحدثت عن زوجها فقالت بأن السيد سمير الفرياني معروف بخلقه الحميدة و حسن سيرته و كرمه و اتزان شخصيته فقد التحق بسلك الأمن بعد حصوله على شهادة الإجازة في الحقوق كمحافظ شرطة بوزارة الداخلية منذ حوالي 19 سنة و كان يحب عمله كما كان نزيها فيه مما أتاح له فرصة تدريس أعوان الأمن بالمدرسة .. كما أشارت السيدة الفرياني إلى أن زوجها في حالة جيدة و أن ظروف الإحتفاظ به في ثكنة العوينة ممتازة جدا غير أنها نددت بالطريقة التي تم بها إيقافه و هنا يتدخل شقيقها أي صهر السيد سمير محافظ الشرطة الأعلى ليصف هذه العملية بـ" الإرهابية على طريقة الأفلام "الهوليودية حيث حاصرته سيارتان مجهولتان إحداهما لا تحمل لوحة منجمية بمنطقة حي الضباط بخزندار و حاولتا تحويل وجهته بالتضييق عليه و قاموا بعد ذلك بصدم سيارته و رشه بالغاز المشل للحركة حسب شهادة الشهود ( الذين سيدلون بتصريحاتهم للجهات الرسمية إن اقتضت الحاجة ) ثم نزل أربعة أشخاص تقول الزوجة بأنهم من فرقة مقاومة الإرهاب و قاموا بإلقاء القبض على المحافظ .. إلى هنا كانت الزوجة تجهل كل هاته التفاصيل حيث كانت تنتظر زوجها الذي خرج لاقتناء هدية لأمه و لمقابلة صديق له و لكن طال بقاؤه في الخارج ... و حتى أطفاله ( 2 أولاد 13 سنة و 11 سنة و بنت تبلغ من العمر عاما و 8 أشهر ) شعروا بالحيرة و افتقدوا والدهم .. و اتصلت السيدة بشقيق زوجها الذي يعمل كذلك في نفس السلك و أعلمته بغيابه فحاول مساعدتها و لكن الصباح حمل لها المفاجأة غير السارة أو المفاجأة الفاجعة ...حيث أعلموها أن زوجها موقوف ...و ذهبت بعد ذلك لزيارته و علمت بأنه أحيل على أنظار المحكمة العسكرية و ذكر لها بأنه ترك بالسيارة هاتفين جوالين و دفتر مستنداته الذي يرافقه دائما و مبلغا ماليا بمقدار 1000 دينار غير أن وزارة الداخلية لم تذكر سوى أنه لا يحمل غير حافظة نقود صغيرة أما بقية الأغراض فقد اختفت !!! و رفضت الوزارة تقديم مزيد من التوضيحات .. كما لاحظ البعض في إدارة المحافظ أن مكتبه قد تم العبث به و تفتيشه .. " هذا المكتب الذي يوليه اهتماما خاصا فاق في بعض الأحيان منزله حيث يقوم بحمل أطر و مزهريات و حتى الزرابي من منزله كي يزين بها مكتبه و يجمل إدارته في كل تفان" هكذا تحدثت زوجته بنبرة حزينة ...و أضافت بأنه كتوم جدا في ما يخص شؤون مهنته.. و تدخل صهره السيد البشير عيفة ليفيدنا بأن السيد سمير كان كريما جدا حتى أنه كان ينفق من ماله الخاص لتشجيع فريق كرة القدم التابع لمدرسة تكوين الإطارات بمرناق و التي كان مديرا لها و أن علاقاته محترمة و هو بطبيعته "بيتوتي" أي يحب منزله و أبناءه و عائلته و تلاميذه الذين يشرف على تدريسهم...
و هنا يطلب السيد البشير عيفة مساندة الشعب و الشرفاء و يطلب منهم التضامن مع السيد سمير الفرياني " الذي يمثل نموذجا متفردا أمام كل أولئك الذين لم يتجرؤوا على التظلم خوفا من رموز الفساد التي لا تزال تمثل أيادي بن علي الخفية و التي تريد النيل من الشرفاء و التي مازالت معششة في عدة إدارات " و أشار إلى أن أطفاله معتزون بأبيهم لأنه يدافع عن كرامة وطنه و بلاده من جنود الردة و الفساد " و أشار إلى أن الوزارة تحاول طمس حقائق إيقافه بتعلة إفشاء أسرار مهنية و التي لا تستدعي حسب رأيه توقيف المحافظ الأعلى بتلك الطريقة لأن هناك طرقا إدارية تأديبية كان من المفروض تتبعها . 
كما أضاف بأنه قد اتصل بعدد من المنظمات و الجمعيات منها جمعية مناهضة التعذيب و منظمة حريات و إنصاف و جمعية المحامين الشبان و نقابة قوات الأمن فيما يلوم على الإعلام الوطني تقصيره في تغطية هذه القضية في وقت اتصلت فيه عدة قنوات و وسائل إعلام أجنبية به . و لذا فهو يدعو كافة المنظمات الحقوقية لنصرة السيد سمير الفرياني و إظهار الحقائق و رفع المظلمة عنه و محاسبة المتورطين .
خرج إطار عالي من وزارة الداخلية ليؤكد كثيرا مما جاء في تصريحات الراجحي  ويضيف إليها جديدا، وكان حافظ الشرطة الأعلى سمير الفرياني قد نشر مقالتين في جريدة “الخبير” التونسية  حمل الأول عنوان “من ضابط حرّ بوزارة الداخلية لن أخذلك يا شعب.. ولماذا التباطؤ في التحقيق في عملية إتلاف بعض خزائن الإدارة العامة للمصالح الفنية؟” والثاني تمحور حول عودة عمليات حجب الإنترنت والذي قال أنه بتوجيه من مسؤول أمني كبير تحت وجاء المقال تحت عنوان: “عمار 404 يعود دون موجب قانوني”، كما تمّ منع مقال ثالث له . وأكّد ر الفرياني انه لجأ لنشر المقالتين في الجريدة المذكورة والتي كانت في شكل رسائل مفتوحة للشعب التونسي بعد أن توجه أكثر من مرة بمراسلات إلى رؤسائه حسب التسلسل لتنبيههم إلى خطورة ما يحصل داخل وزارة الداخلية ولكن لم يجد منهم جوابا شافيا.

وتحدث الفرياني عن أمور خطيرة تدور داخل مبنى الداخلية وقال أنّ موالين للرئيس المخلوع ومتواطئين للنظام السابق مازالت تتصرف مثلما كانت وتصدر الأوامر ولم تتمّ محاسبتهم للآن، بل إنهم يمارسون عملهم بشكل طبيعي دون مراقبة أو محاسبة.
ونشر المدون ياسين العياري حوارا مصورا مع زوجة الفرياني على صفحته في فيس بوك تحدثت فيه عن ظروف اعتقاله وقالت أنّ زوجها أخبرها حين التقتها في ثكنة “العيونة” أنه تعرض لإعتقال غير قانوني كما تعرض للإهانة من قبل زملاء له أقل رتبة منه، بينما وجد لدى أفراد الجيش الوطني معاملة حسنة في ثكنة العوينة. وقالت أنه منذ خروجه صباح الأحد لقضاء شأن خاص لم تتمكن من معرفة شيء عنه إلاّ صباح الاثنين حين تلقّت اتصالا من إطار في الثكنة يعلمها بوجود زوجها هناك وإمكانية زيارته، وأكدت أنها وجدته بمعنويات مرتفعة غير أنه مستاء من طريقة تعامل زملائه معه حيث قاموا باعتقاله بطريقة مهينة.
الجدير بالذكر أن نقابة الأمن قررت التدخل لفائدة الفرياني، فيما أنكرت وزارة الداخلية أن تكون طريقة الاعتقال التي تحدثت عنها زوجة الفرياني نقلا عنه.


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire