lundi 3 octobre 2011

ناشطون مغاربة ينددون بتنظيم جامعة مغربية ومؤسسات اسرائيلية ندوة حول الهولوكوست


محمود معروف



الرباط ـ 'القدس العربي' من محمود معروف: ندد ناشطون مغاربة بتنظيم جامعة مغربية ندوة حول الهولوكوست بشراكة مع مؤسسات اسرائيلية ودعوا الى وجوب حماية الحرم الجامعي بالمغرب من التسرب الصهيوني.
وقالت جمعية التضامن المغربي الفلسطيني ومبادرة BDS (حملة مقاطعة إسرائيل) في مذكرة مفتوحة الى رئيس جامعة الاخوين بمدينة ايفران التي احتضنت الندوة يومي 21 و 22 ايلول (سبتمبر) الماضي في اطار نادي ميمونة الطلابي بالجامعة بشراكة مع 'جمعية كيفونيم' الصهيونية إن الشراكة مع المؤسسات الصهيونية لا يتنافى وحسب مع الالتزامات الدولية للمغرب الذي يترأس لجنة القدس، بل يتعارض تعارضا تاما مع أخلاقيات اكتساب المعرفة سواء في تقاليدها الكونية أو الوطنية والتي لا ينبغي لجامعة الأخوين أن تشذ عنها.
وحملت الندوة عنوان ملتقى حول 'المحرقة واليهود المغاربة' بدعم من برنامج KIVUNIM للتعليم اليهودي الدولي، التي يرأسها 'بيتر غيفن' ويستهدف الطلاب الأمريكيين عامة واليهود منهم خاصة في برامج خارجية ضمنها إسرائيل، وشارك في ملتقى ايفران 'مايكل بيرنابوم'، مدير معاهد متخصص في 'استكشاف الآثار الأخلاقية والدينية للمحرقة اليهودية، في الجامعة الأمريكية في لوس انجليس'، وشغل منصب مدير معهد أبحاث 'المحرقة'، في الولايات المتحدة الأمريكية، وقدم عرضا حول 'شبح التهديد لليهود المغاربة: المحرقة النازية في أوروبا'. ومن بين الشخصيات التي حضرت الملتقى، القنصل الأمريكي، وأندري أزولاي، مستشار الملك محمد السادس، وسيرج برديغو الكاتب العام للطائفة اليهودية بالمغرب، وشمعون ليفي، الأمين العام لمؤسسة التراث الثقافي اليهودية - المغربية، وتضمن ملف الملتقى أسماء العشرات من الشخصيات المغربية والأجنبية، بينهم السفير الأمريكي بالمغرب، وطلبة تم تقديمهم كممثلين للجامعات المغربية، جامعات فاس ومراكش والرباط والدار البيضاء. ورفض غسان الصالحي، نائب رئيس نادي 'ميمونة'، نفي أو تأكيد وجود طلبة إسرائيليين، وقال لسنا مسؤولين عن هويتهم، ولا يمكننا التدقيق في جوازات سفرهم لمعرفة ذلك.
وقالت المذكرة ان جمعيتي التضامن والمبادرة علمتا بالندوة من خلال مقال تحت عنوان 'جامعة في المغرب تنظم أول ندوة حول المحرقة في الوطن العربي' نشرته صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية في موقعها الإلكتروني بالإنجليزية وتزامن ذلك مع مقال حول نفس الموضوع تم نشره في الطبعة الإلكترونية لـ'نيويورك تايمز'.
واضافت المذكرة التي ارسلت لـ'القدس العربي' 'هكذا علمنا أن جمعية 'كيفونيم' الصهيونية عقدت في إفران ملتقى دراسيا احتضنته الجامعة التي تترأسونها، وقرأنا في المقالين المذكورين أنه تم في جامعتكم إعادة عرض إحدى المسرحيات المستهلكة للدعاية الصهيونية، ألا وهي الاتجار المخزي بجريمة الإبادة التي تعرض لها اليهود في أوروبا على يد النازيين والتي يتم تسويقها كحدث استثنائي في تاريخ البشرية تحت مسميات مثل 'الهولوكوست' أو 'المحرقة' بقصد تبرير استعمار فلسطين. ولأن الدعاية الصهيونية لا تعوزها الوسائل والإمكانيات لتبرير ما لا يمكن تبريره، فهي قادرة على توظيف جرائم النازيين في ذات الوقت الذي تستغل فيه تقاليد التسامح وتعايش الأديان في بلادنا.'
وتؤكد الجمعيتان في مذكرتهما 'إن الإطلاع على الموقع الإلكتروني لجمعية 'كيفونيم' لا يدع مجالا للشك أو التساؤل حول طبيعتها وأهدافها الصهيونية. فالموقع يخبرنا مثلا أن الجمعية 'مقرها القدس...' و أنها 'تثمن الإنجازات العظيمة والتاريخية لدولة إسرائيل..' وفي الحقيقة لا يوجد أفضل من هذا الموقع لمتابعة مدى الجرائم المرتكبة في حق الشعب الفلسطيني.
وتساءلت المذكرة 'هل يعقل أن تتجاهل جامعة ما الجرائم التي ارتبطت باحتلال فلسطين كما وقعت في الماضي وكما تقع الآن؟ هل من الممكن تناسي عمليات التطهير العرقي الذي نفذتها وتنفذها إسرائيل ضد الفلسطينيين منذ أن طردت معظمهم وحولتهم إلى لاجئين في عام 1948؟ وسياسة الاستيطان اللانهائية؟ والاستيلاء على أراضي الفلاحين ومائهم؟ وبناء جدار الفصل العنصري الذي أدانته محكمة العدل الدولية في لاهاي؟ والحصار الجائر المفروض على غزة؟ وتهويد القدس؟'.
وقالت 'إن الشراكة مع المؤسسات الصهيونية بما فيها جمعية 'كيفونيم' لا يتنافى وحسب مع الالتزامات الدولية للمغرب الذي يترأس لجنة القدس، بل يتعارض تعارضا تاما مع أخلاقيات اكتساب المعرفة سواء في تقاليدها الكونية أو الوطنية و التي لا ينبغي لجامعة الأخوين أن تشذ عنها.' واستنكرت الجمعيتان 'بشدة مناورات جمعية 'كيفونيم' في جامعة الأخوين، وقالتا انهما تسعيان للفت انتباه سائر الجامعات المغربية إلى وجوب حماية الحرم الجامعي من التسرب الصهيوني، كما اهابتا بكل الأكاديميين تلبية نداء حملة المقاطعة لاسرائيل وخاصة في شقها الأكاديمي.
وتشكل حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها أو ما يعرف عالميا باسم BDS، والمستوحاة من تجربة جنوب إفريقيا المنتصرة على نظام الفصل العنصري، استمرارية لقرارات جامعة الدول العربية القاضية بمقاطعة إسرائيل. ولقد انطلقت هذه الحملة السلمية التي ترتكز على المجتمع المدني عبر العالم تجاوبا مع نداء أطلقته مجموع مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني في 9 تموز (يوليو) 2005. وتعد المقاطعة الأكاديمية التي تحظى بنجاح وصدى متزايد في جامعات العالم بما فيها جامعات الولايات المتحدة الأمريكية، إحدى الوجوه الهامة لهذه الحملة.
وشدد الناشط الحقوقي المغربي ضد الصهيونية، سيدون اسيدون، رئيس مبادرة حملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها على أنه يتحدث كمواطن مغربي مدافع عن حقوق الإنسان، ولا يتمتع بصفة الحديث باسم المواطنين المغاربة المنتمين للطائفة اليهودية، وقال في تصريحات نشرتها يومية 'التجديد' المغربية 'أن ما جرى في إفران يندى له الجبين، ويراد منه تكريس مشروعية الكيان الصهيوني'، وأن هناك إرادة لجعل محاولة إبادة جنس 'التي هي جريمة ضد الإنسانية، وقام بها النازيون ضد اليهود' استثناءا، يسمونها بأسماء أرفضها، كالمحرقة والهلوكوست.
واعتبر أسيدون أن هناك جرائم ضد الجنس ارتكبت على مر التاريخ 'واضطهاد اليهود ليس استثناءا، ولا يبرر ما تقوم به الصهيونية من جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن نقبل بسياسة الكيل بمكيالين' وانتقد السلطات المغربية، التي ترحب بمثل هذه التظاهرات، الغرض منها 'محاولة التأثير في أذهان الشباب المغربي، لإثبات مشروعية الكيان الصهيوني'، وتسائل 'لماذا لا تنظم لجنة القدس ندوات في الجامعات الأمريكية، من أجل تفسير ما تقوم به الصهيونية من جرائم ضد الشعب الفلسطيني'.
ووصف عبد العزيز الهناوي نائب منسق المبادرة المغربية للدعم والنصرة ان تنظيم ندوة حول المحرقة في جامعة بافران 'ابتزاز للدولة وللشعب المغربي' وتساءل ان كانت جامعة الأخوين، نظمت أنشطة تستحضر مجازر الكيان الصهيوني، وتناقش محرقة غزة وقانا ودير ياسين، أم أن الدماء التي سالت زرقاء وليست حمراء'.
وقال الهناوي 'يتم الآن استغلال جريمة الهولوكوست لمصلحة التطبيع في العالم العربي، رغم ان المغرب ليست له مشكلة مع الهولوكوست بل إنه استطاع حماية اليهود المغاربة من آثارها' وان 'مشكلته اليوم هي مواجهة الحصار الظالم على الشعب الفلسطيني في غزة ودعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية على مستوى الامم المتحدة'.
أطلقت المجموعة المغربية 'المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات' المعروفة بـ(BDS) بداية ايلول (سبتمبر) الماضي حملة عبر 'يوتيوب' لحث المواطنين على مقاطعة البضائع والسلع الصهيونية ويشارك فيها عدد من المواطنين من خلفيات مختلفة يشرحون الأسباب التي لأجلها انضموا إلى الحركة ويقاطعون البضائع الصهيونية وتأثيرها على الاقتصاد الصهيوني.
وتعتبر 'حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات عليها'، حملة دولية اقتصادية دعت إليها 171 منظمة فلسطينية غير حكومية عام 2005 بهدف مقاطعة الكيان الصهيوني والضغط عليه لإنهاء احتلاله للأراضي الفلسطينية وتفكيك الجدار العازل، وإجباره على الاعتراف بالحقوق الأساسية لفلسطينيي الداخل، واحترام حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.
وكان اخر نشاطات المبادرة حملتها لمقاطعة شركة 'ألستوم' الفرنسية، التي انجزت خط الترام بالرباط وكلفت بانجاز القطار الفائق السرعة 'تي جيط في الذي يربط طنجة بالدار البيضاء عبر الرباط وذلك لمشاركة الشركة في عمليات البناء الهادفة إلى تهويد مدينة القدس المحتلة.
وحققت الحملة الدولية لمقاطعة اسرائيل تفاعلا كبيرا في العديد من دول العالم، من بينها فرنسا حين دعت العديد من المنظمات الفرنسية عام 2009 إلى سحب الاستثمارات وتطبيق العقوبات على العديد من الشركات التي تدعم 'إسرائيل' وتتعامل معها، وبريطانيا حين صوتت رابطة الأساتذة الجامعيين بمقاطعة جامعتي حيفا وبار إيلان 'الإسرائيليتين'، فيما ظهرت الحركة في المغرب العام الماضي.
وكشفت صحيفة 'بور تو بور' الإسرائيلية على موقعها الالكتروني أن حوالي 80 بالمائة من التعاون في مجال التجارة بين المغرب وإسرائيل يقوم على الزراعة، ويتكون أساسا من البذور ووسائل الري بالتنقيط.
وأشارت أن الحكومة المغربية تعرضت لانتقادات من طرف المعارضة على خلفية نشر بيانات تشير إلى زيادة في واردات المغرب من إسرائيل في النصف الأول من عام 2011 إلى 11 مليون دولار مقارنة بـ8,8 مليون دولار العام الماضي.
وأضاف المصدر ذاته أن هناك انخفاضا في الصادرات المغربية إلى إسرائيل خلال نفس الفترة إلى 2,15 مليون بعد تسجيل 2,8 مليون دولار خلال السنة الماضية.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire