أكدت معلومات من مصادر موثوقة ومطّلعة أن الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوربيين صاروا أكثر تصميماً على ضرورة تقسيم المملكة العربية السعودية بعد انتهاء دورها وعجزها كما يدّعون عن تنفيذ الإملاءات الأمريكية، وتعاملها الحذر مع التحركات التي تشهدها اليوم بعض البلدان العربية، وذلك بعكس الدور القطري الذي تلقف المشروع الأمريكي بلهفة ودون إدراك أبعاده ومخاطره على شبه الجزيرة العربية، وسخّر له منظومة إعلامية ورصيداً مالياً كبيراً وضغطاً سياسياً غير مسبوق، حتى بدت قطر وكأنها الناطق الرسمي باسم البيت الأبيض.
وتفيد المصادر أن العلاقة السعودية الأمريكية انفصمت عراها، ووصلت إلى ما وصلت إليه من شكوك متبادلة بعد أحداث 11 أيلول، التي قامت بتنفيذها القبيلة الصهيونية قصد تجريم المسلمين لاستباحة أموالهم و دمائهم . أما الترجمة الحقيقية لتدهور هذه العلاقة، فهو نقل الثقل العسكري والأمني الأمريكي من القواعد الأمريكية في الظهران والخبر إلى قاعدة السيلية العسكرية وقاعدة العيديد الجوية في قطر، التي غدت منطلقاً للمشروعات العسكرية والأمنية الأمريكية في المنطقة.
وتؤكد المعلومات أن النظام السعودي من وجهة النظر الأمريكية بات مستهلكاً مضعضعاً هرماً تحكمه عوامل عدّة ستؤدي إلى التعجيل في تفكيكه وانهياره وتالياً تقسيم السعودية ودفعها لتواجه قدرها ومصيرها المحتوم، بعد أن هيأت الولايات المتحدة مجموعة من العوامل التي ستعجّل في إنجاز هذا المشروع بعد إتمام ما تسمّيه واشنطن وأذنابها في المنطقة "الربيع العربي" أو انتظار رحيل الملك عبد الله الذي تجاوز عمره الـ88 عاماً.
ويبرز من أولى هذه العوامل المذهب الوهابي الذي ساهم وبشكل كبير في قيام النظام السعودي، وبات اليوم بزعم الأمريكيين مصدراً مقلقاً يفرّخ السلفيين والإرهابيين، والبديل ربما النموذج التركي الذي تحاول واشنطن تعميمه في المنطقة، وهنا علينا أن نتذكّر ما سعت إليه واشنطن في حربها الباردة ضد الاتحاد السوفييتي، وكيف دعمت بن لادن في البداية وحين انتهى دوره قتلته، وتشير المصادر إلى أن واشنطن تنوي إطلاق رصاصة الرحمة على هذا النظام بذريعة الوهابية.
ثم يأتي العامل الآخر الذي غذّته واشنطن لأكثر من أربعة عقود، ونعني الصراع بين أفراد الأسرة السعودية على الحكم والذي اتّسم بطابع الحدية والدموية منذ تاريخها الأول، بدأ بإزاحة سعود عن الحكم بالتواطؤ بين شقيقه فيصل والولايات المتحدة الأمريكية ولم ينته بمقتل فيصل نفسه على يد ابن أخيه أو ما تشهده المملكة اليوم بعد رحيل سلطان وتعيين نايف ولياً للعهد واستقالة طلال إثر الخلافات على ولاية العهد، هذا العامل وفق المعلومات المؤكدة قد يدخل السعودية في نفق حرب خفية تؤدي إلى تعظيم نفوذ أمراء كبندر بن سلطان وأبنائه على حساب أمراء آخرين.
أما النفط والامتيازات والمكاسب الملكية، فقد كانت السبب الأعظم في الاحتقان الشعبي المقموع منذ عقود، إذ تؤكد غالبية الشعب السعودي أن الثروة النفطية بدّدها آل سعود في تسديد فواتير اللهو والترف والمجون الذي تعيشه الأسرة الحاكمة وحواشيها.. من بناء القصور وشراء الفيلات واليخوت الضخمة والطائرات الخاصة، وصرف الملايين على موائد القمار ورحلات اللهو والفساد إلى حفلات الدعارة والرقص والليالي الحمراء، في حين تطفو على الواجهة اليوم أحياء وبيوت الصفيح والبطالة والفقر المدقع، حيث وجّهت الأميرة بسمة بنت سعود بن عبد العزيز آل سعود مؤخراً انتقادات حادة إلى المسؤولين السعوديين متهمة إياهم بالتقصير، وتحدثت الأميرة بسمة عن مناطق وقرى فقيرة تعيش تحت خط الفقر لا يصلها الماء ولا الكهرباء، مؤكدة أن حالات الثراء والبحبوبة لا تطال إلا 5 بالمئة فقط من السعوديين، فيما أكد الباحث السعودي عثمان الشويحي أن السبب الأول والمباشر لإفقار بعض المناطق في السعودية طائفي بحت، فسكان هذه المناطق في مجملهم مغضوب عليهم، لأن آراءهم وتوجهاتهم السياسية لا تتوافق مع أهداف وتوجهات نظام الحكم ومؤسّسته الدينية، لذا يلجأ كما يرى الشويحي إلى معاداتها ومعاقبة أهلها واعتبارهم من الخارجين على الدين الحنيف.
ومن جانب آخر ترى المصادر أن واشنطن كرّست هذه العوامل ودفعت السعودية إلى هذا المنزلق والقدر المحتوم، كي توفر المناخ الخصب لظهور بدائل سياسية كقطر وتركيا، بعد أن خسرت المملكة الكثير من قدراتها على الحشد السياسي خلف الأمريكيين لأسباب اقتصادية وعدم قدرتها على الدفع، ولإنشغالها بمشكلاتها الداخلية الخاصة.
وترجح المصادر أن تعاظم النفوذ القطري، والحظوة التي نالها حمد بن خليفة آل ثاني لدى واشنطن وتل أبيب، أزعج النظام السعودي الذي رأى أن قطر التي غدرت بأشقائها العرب في مصر وتونس وليبيا وسورية، لن توفر جهداً في الغدر بالسعودية وجيرانها وصولاً إلى تفكيك الأنظمة الخليجية والتربع على أنقاضها.. فقط إرضاءً للولايات المتحدة وربيبتها المدلّلة إسرائيل.
هذه المعلومات تؤكد ما كشفته مصادر في واشنطن عن وجود خطة أمريكية مبيّتة تهدف إلى تقسيم السعودية ودعم المعارضة المناوئة لنظام الحكم في الرياض، حيث تقدّم ماكس سينجر مؤسس معهد هدسون منذ سنوات بخطة للمسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية تتلخّص في تقسيم السعودية عبر إقامة جمهورية إسلامية شرق البلاد تضمّ حقول البترول فقط، مع الإبقاء على حكومة ملكية في باقي السعودية يحكمها الأمراء الشباب الذين يحظون بدعم أميركي، على أن تكون هذه الحكومة الملكية عرضة للسقوط بعد وقف الدعم عنها.
ومؤخراً أشارت تقارير إخبارية إلى أن واشنطن تسعى لتنفيذ مخطّطها في إطار تشكيل شرق أوسط جديد، يبدأ بتشكيل أحلاف ومحاور واصطفافات، ومن ثم العبث بديمغرافية بعض الساحات، ونقل للسكان من منطقة إلى أخرى، وهذه التقارير تأتي عقب دعوة الأردن والمغرب للانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي. وتعتقد هذه التقارير أن واشنطن تنوي التصعيد وتحريض بعض الشيوخ والأمراء الشباب في الدول العربية المطلة على الخليج للانقلاب وإزاحة حكامها والمجيء بجيل آخر تكون مهمته التالية تقسيم دول الخليج وتفتيتها إى إمارات ومشيخات وكيانات سياسية ضعيفة متهالكة
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire