2012-06-17 |
مكة المكرمة ـ وكالات ـ لندن ـ 'القدس العربي' احمد المصري: تقدّم الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، امس الأحد، جموع المصلين في المسجد الحرام في مكة المكرمة لأداء صلاة الميت على جثمان ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز الذي توفي السبت في جنيف، وظهر الملك السعودي (89 عاماً) جالساً على كرسي لأداء الصلاة على جثمان الأمير نايف بن عبد العزيز. وأدى الصلاة مع الملك عبد الله، أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلّحة المصرية المشير حسين طنطاوي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس مجلس الوزراء اللبناني الحالي نجيب ميقاتي، والأسبق سعد الحريري، إضافة إلى عدد من قادة الدول العربية والإسلامية. وتوفي ولي العهد السعودي الأمير نايف بن عبد العزيز (78 عاماً) في مدينة جنيف السويسرية، حيث كان يقضي إجازة تخللتها فحوص طبيّة مجدولة منذ 26 أيار (مايو) الماضي، وذلك للمرة الثانية في غضون 3 أشهر، وتم دفن الأمير نايف بن عبد العزيز في 'مقبرة العدل'، وهي مقبرة الأسر النجدية التي تدفن في الحجاز. وبهذا يكون الأمير نايف أول ولي عهد سعودي يدفن في مكة المكرمة، ويكون أيضاً الأمير السعودي الثالث من أبناء الملك عبد العزيز، الذي يدفن في مكة المكرمة حيث سبقه الأمراء منصور بن عبد العزيز وزير الدفاع الأسبق، والأمير ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة الأسبق، إضافة إلى بعض الأمراء والأميرات من أحفاد الملك عبد العزيز كان أبرزهم الأمير عبد الله الفيصل. ومن المقرر أن يدعو الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، هيئة البيعة التي يرأسها الأمير مشعل بن عبد العزيز، للاجتماع لاختيار ولي عهد جديد خلفاً للأمير نايف الذي تولى المسؤولية في تشرين الثاني (نوفمبر) 2011، بعد وفاة شقيقه سلطان بن عبد العزيز الذي توفي في الولايات المتحدة الامريكية حيث كان في رحلة علاج. ويسود انطباع عام في السعودية أن وزير الدفاع الحالي الأمير سلمان (76 عاماً) وهو أحد أبناء مؤسس السعودية عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، هو المرشح الأوفر حظاً لتولي منصب ولي العهد. وكان الامير نايف عين خلفا لشقيقه الامير سلطان الذي توفي عن 86 عاما اواخر تشرين الاول (اكتوبر) 2011 في احد مستشفيات نيويورك. وهو من 'الاشقاء السبعة' الذين انجبهم الملك المؤسس عبد العزيز من زوجته الاميرة حصة السديري، وابرزهم الملك فهد والامير سلطان الراحلان ووزير الدفاع الحالي الامير سلمان. وتفتح وفاة ولي العهد السعودي الباب مجددا على صراع الخلافة داخل العائلة الحاكمة في المملكة التي تعتبر اهم مصدر للنفط في العالم، وشكل العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في عام 2007 هيئة البيعة، المكونة 35 أميراً من أبناء وأحفاد الملك عبد العزيز، برئاسة أكبر الأبناء سناً بعد الملك وولي العهد، الأمير مشعل بن عبدالعزيز، على أن تتولى مهمة اختيار ولي العهد، ولا يعرف ما اذا كان العاهل السعودي سيفعّل هيئة البيعة ام لا خاصة وانه عين الامير الراحل نايف وليا للعهد دون الرجوع لهيئة البيعة. ويرى مراقبون ان الخلافات تكمن في اختيار ولي للعهد اضافة الى اختيار وزير للداخلية ونائب ثان لرئيس مجلس الوزراء، لينوب عن الملك وولي عهده في حالة غيابهما، وهي ثلاثة مناصب حيوية في المملكة. وقالت مصادر داخل العائلة الحاكمة في السعودية لـبالقدس العربيب ان الامير سلمان بن عبد العزيز (سديري) وزير الدفاع الحالي رغم انه الاقرب لولاية العهد، الا ان هذه المصادر قالت ان العاهل السعودي يريد اختيار امير شاب من العائلة. وقال متابعون للشأن السعودي ان الحديث يدور في اروقة العائلة الحاكمة عن اختيار الامير احمد بن عبدالعزيز (وهو سديري وثاني اصغر ابناء الملك الراحل عبد العزيز بعد الامير مقرن رئيس الاستخبارات)، والذي يشغل منصب نائب وزير الداخلية لولاية العهد، وان يتم تعيين الامير محمد بن نايف الذي يشغل منصب مساعد وزير الداخلية ونجل ولي العهد الراحل نايف بن عبد العزيز محل والده كوزير للداخلية، الا ان هذا الترتيب سيغضب الكثيرين من ابناء الملك المؤسس واولادهم الذين يتطلعون الى تقلد منصب سيادي بمجرد شغوره سواء بالوفاة او الاعفاء. ويرى مراقبون انه في حال تم تعيين وزير الدفاع السعودي الحالي الامير سلمان بن عبدالعزيز في منصب ولي العهد، فإن ذلك ستنتج عنه تعيينات وتغيرات كثيرة في صفوف الامراء، اولها ان يتم تعيين الامير احمد بن عبد العزيز وزيرا للداخلية ونائبا ثانيا للملك، وان يتم تعيين محمد نجل الامير نايف نائبا لوزير الداخلية على ان يحتفظ بملف الامن لانه كان المسؤول عنه بوجود والده بالوزارة. الجدير بالذكر ان انباء تحدثت عن ان ولي العهد السعودي الاسبق والراحل الامير سلطان بن عبدالعزيز كان يدفع قبل وفاته لتعيين الامير سلمان نائبا ثانيا، وانه كان يفضل تعيين الامير سلمان في هذا المنصب عوضا عن الامير الراحل نايف بن عبد العزيز. وكان العاهل السعودي عين الامير الراحل نايف بن عبد العزيز في اذار (مارس) 2009 نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، عقب تدهور الحالة الصحية لولي العهد الاسبق الراحل الامير سلطان بن عبد العزيز، وحاجة العاهل السعودي لمن يدير شؤون المملكة في حالة سفره خارج المملكة. ومنذ مرض الامير سلطان الذي سبق وفاته يبدو ان حدة التنافس في اوساط الامراء الكبار قد تصاعدت، حيث بدأ كل جناح يعزز مواقعه، ويتطلع الى الوصول الى مواقع اعلى في حال شغور اي منها. وكان الأمير طلال بن عبد العزيز أحد إخوان العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اثار جدلا نادرا بالسعودية حول الخلافة بعد تعيين الأمير نايف نائبا ثانيا لمجلس رئيس الوزراء انذاك، واعلن استقالته من هيئة البيعة، وكان الدكتور تركي الحمد قال على موقع اتويترب انه كان يتمنى أن يكون الأمير طلال بن عبد العزيز وليا للعهد، انذاكب. وكانت هذه الاستقالة جاءت بعد اكثر من اسبوعين على اعفاء الملك عبد الله لنائب وزير الدفاع السابق الامير عبد الرحمن بن عبد العزيز من منصبه، وكان الامير عبد الرحمن رفض تقديم البيعة للامير نايف. |
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire