samedi 5 avril 2014

زوال اسرائيل حتمية قرأنية



للشيخ اسعد بيوض التميمي رحمه الله
تمهيد ..
بحلول عام 1948م سلمت فلسطين بدون قتال بعد دخول الجيوش العربية إليها والتي زعمت أنها داخلة لتحريرها ، وحيث كان الفلسطينيون أهل البلاد منتصرين على اليهود في كل أنحاء فلسطين .
وقد أوقعت قوات الجهاد المقدس بقيادة المرحوم الشهيد عبد القادر الحسيني وإشراف سماحة الحاج أمين الحسيني ضربات موجعة في الكيان اليهودي ، مما جعل مظاهرات تقوم في مدينة القدس تطالب بالتسليم ، لأن المجاهدين استطاعوا أن يقطعوا امدادات المياه عن القدس ، مما جعل أمريكا وبريطانيا تضطران لطلب إلغاء قرار التقسيم الذي كاد أن يلغى لولا أن أخذ حكـام العرب على عاتقهم في ذلك الحين تنفيذه ، وأدخلوا جيوشهم لتنفيذ هذا الأمر بعد أن منعت اللجنة العربية العسكرية التي ألفتها الجامعة العربية السلاح عن قوات الجهاد المقدس في تفاصيل مخزية مزرية .
وكان المرحوم الشهيد عبد القادر الحسيني قد ذهب إلى دمشق ليحضر تلك الأسلحة فأخذوا يماطلونه ويراوغونه ، فرجع ولم يعطوه إلا نزرا يسيرا من سلاح لا يغني في المعركة ، مما جعله يدخل معركة القسطل يائسا أو شبه يائس ويسقط شهيدا لتقوم بعد استشهاده دولة يهود .
وفي الفترة الواقعة بين 1948 - 1967م حدثت عدة إنقلابات في العالم العربي تمت خلالها حلقة تطويق الفكر الإسلامي وإحلال الفكر القومي والعلماني والاشتراكي مكانه ، فصارت الأمة تلهث وراء الزعيم والقائد ظانة أنه المنقذ المنتظر وصلاح الدين الجديد ، وبعد عدة حوادث تاريخية مهمة مرت على الأمة انكشف خلالها النفاق والكذب وذهب كالسراب ( والذين كفــروا أعمــالهم كسراب بقيعـة يحسبه الظمــآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئـا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب ) [ النور : 39 ] . وقد وضعت الأمة في ظلمات كثيفة ، ظلمات شارك فيها كل الذين عملوا على تغيير هويتها ، وكانت كما قال الله ( أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فـوق بعض إذا أخـرج يده لم يكد يراهـا ومن لم يجعـل الله لو نـورا فما له من نـور ) [ النور : 40 ] .
وكان لا بد للظلام أن ينقشع ، ولا بد للحقيقة أن تظهر ، ولا بد للزيف أن يبين ، ولا بد للفكر المزيف اللقيط أن يسقط ، فكانت نكبة 1967م .
وكان رد الفعـل مساويا للفعـل ، فتعرت الأنظمـة والمبـادىء والأفكـار الفاشلة في ساعة أو بعض ساعة لم تصمد في معركة ، ولم تقاتل عدوا ، فكانت نكبـة (5/ حزيران / 1967م) التي لم تعرف الدنيا لها مثيلا في سرعة الهزيمة وإنكشاف أنظمة السخيمة وهروب الجيوش ، وانقشع الظلام وذهب السراب ، فإذا الزعامات عارية ، وإذا الفكر عفن ، فكر الإباحية واستباحة الأعراض والأموال ، فكر فصل الدين عن الحياة . وإذا يهود في كل فلسطين من البحر إلى النهر ، وفي غير فلسطين من سيناء والجولان . وبدأت مرحلة جديدة حيث كانت نكبة 1967م بدايتها ، فالأرض المباركة لها رسالة كما يبدو من إستقراء التاريخ ، فيصل المسلمـون إلى الحضيض يوم سـقوط الأقصى وبقية الأرض المباركة في أيدي الكفـار ، ويكون هذا السقوط هو الآذان الذي يقرع الأسماع ويوقظ الغافلين ويهدي المتشككين ، هكذا كان في الحروب الصليبية ، فلم يتحرك المسلمون حركة صعود إلا بعد سقوط الأقصى والقدس في أيدي الكفار ، وهكذا في حروب التتار هب المسلمون ليصدوا الخطر عن فلسطين والقدس . وهم اليوم كذلك حيث فقدت زعامـات 67 وأفكـارها وساستهـا وهجها وبريقها ، وسقطت نظريات الكفر والإلحـاد ، وسقط مشروع فصل الأمة عن دينهــا الذي إنخـدعت طويـلا يخـرج من الظلمــات إلى النـور والحقيقـة ، وبـدأت الصحـوة الإسلاميـة تتفاعـل ببطء لا يراهـا إلا من عاشها من أولها . ثم وقعت حرب ( رمضان / 1973م ) حيث قاتل حيش مصر المسلم بعقيدته لأول مرة في العصر الحديث ، وكبر وهو يجتاز القناة ( الله أكبر .. الله أكبر ) ، واستغاث بالله العظـيم ، ومن يستغيث بالله يغثه ، ومن يستنجد بالله ينجده . فاجتــاز القنــاة بيسر عجيب ودخل سيناء وكاد أن يقضي على دولة يهـود .. لولا أن السادات كان متآمرا . فأوقف الزحف وبدأت الخيانة حتى وصـلت إلى ذروتهـا بإتفاق (كامب ديفيد) وبعدها ظن السادات واهما أنه سيكسر الحاجز النفسي بين المسلمين واليهود ، وما علم أن هذا الحاجز أقامه الله في قرآنه ، وثبت قواعـده لؤم يهود وحقدهم . وتحطم الســادات ولم يتحطم الحاجز النفسي بين المسلمين عامــة (والمصرين خاصـة) وبين يهـود ، لأنه حاجـز أقامـه الله وما كان من إقامة الله لا يهدمــه بشـر .
وتفجرت الصحوة الإسلامية ثورة ثقافية في العالم الإسلامي ، وكان قمة تلك الصحوة تحول الشعب الجزائري إلى الإسلام بعد أن حاولت فرنسا تغريبه خلال مائة وخمسين سنة ، وإبعاده عن الإسلام ، والآن فإن الجزائر مهيأة لأن تقوم بها أول خلافة إسلامية بعد أن أزيلت وأبعدت الخلافة عن الحكم بعد عزل السلطان عبد الحميد ، وإن بشرى قيامها قد بدأت بإذن الله ، وكذلك بلغت ذروتها في إيران . فسقط الشاه وحكم علماء إيران ( الشيعة ) البلاد ، فأضطرب العالم كله .. هل عاد الإسلام إلى الحياة من جديد مؤثرا في الأحداث السياسية الدولية ؟‍!
وانشغلت جامعات العالم وصحافته وإذاعاته وتلفزته بالإسلام من جديد بين مهاجم ومحلل ونابش للتاريخ . وأراد يهود بأن يستعجلوا القضاء على الثورة الفلسطينية قبل أن يدخلها الإسلام فتعاونوا بذلك مع حكام العرب ، ولكن الثورة لم تنته ووقع المحظور ، ودخل الإسلام الثورة ، وبدأت بوادر ذهاب دولة يهود لتصدق الآيات والأحاديث التي نحن بصدد تفسيرها وتأويلها .
ونام أهل فلسطين ذات ليلة - كل فلسطين حوالي ثلاثة ملايين - كما ينام باقي البشر على تباغض وتحاسد واختلاف ، ويصبح الصبــاح فإذا هم على قلب رجل واحد " كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " ، ويزهدون بالحيـاة ، ويزهدون بالمـال ، ويزهدون بالولـد ، وينزع الله مهـابة عدوهـم من قلوبهـم ، وذهبت الفـترة المـريرة التي قـال عنها رسـول الله صلى الله عليـه وسلم :" توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتهـا ، قالوا : أومن قلة نحن يومئـذ يا رسول الله ؟ ، قال صلى عليـه وسلم : بل إنكم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ، ولينزعن الله مهابتكم من قلوب عدوكـم ، وليقذفـن في قلوبكم الوهن ، قالوا : ما الوهن يا رسول الله ؟ ، قال ( صلى الله عليه وسلم ) : حب الدنيا وكراهية الموت " .
ونزع الله حب الدنيا من قلوب أهل الأرض المباركة فعادوا في فلسطين ولبنان أسود تزمجر وجنود تقتحم ، مكبرين ومهللين ، فإذا فلسطين كل فلسطين تموج بالتكبير موجا وتطارد حجارتها الغزاة المغتصبين .
وإذا معجزة في الأرض تحدث ، لا يمكن أن تخضع لتحليل عقلي ولا لتفسير مادي ، وليس لها جواب إلا آية من كتاب الله ( لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم إنه عزيز حكيم ) [ الأنفال : 63] . وبدأت تتبخر أحلام دولة يهود بدولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات ، وانكشف حقيقة يهود للعالم ، وأنكشف حقدهم على الله وعلى الناس ، وكما هو الحجر من جنود الله في المعركة ، كان التلفاز من جنود الله في المعركة حيث كشف للعالم كله حقد ووحشية يهود .
وبدأ الرأي العالم العالمي يتململ من ظلم يهود ، وكل هذا تمهيدا لأن تزول هذه الدويلة من الوجود . ودخل الإسلام المعركة في فلسطين ، وأصبح المسجد دار القيادة ، والمأذنة تنادي ، والشعار ( الله أكبر ) ، والفرار دأب يهود اليومي ينزعجون من النداء حيث يحطم أعصابهم ويدخل الرعب في قلوبهم خصوصا إذا كان نداء جماعيا تقوم به المدينة أو القرية أو المخيم ، فتختلط تكبيرات المؤمن بتراتيل الملائكة الوافدين بإذن الله لنجدتهم ( إذ تستغيثون ربكم فأستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) [ الأنفال : 9 ] . فإذا الذي يحملون بالحلول السلمية تتبخر أحلامهم مع الإنتفاضة ، وتسقط عقلانيتهم ودعوتهم للإعتدال والواقعية كما يدعون ، وهم من الذين لا يؤمنون بالغيب وبإرادة الأمة على تحقيق عزها بالنصر المبين . لا تحلموا ، فزوال دولة إسرائيل قدر مقدر ، وقضـاء مـبرم ، كما بينته الآيات في سور الإسراء والمائدة ، وفي غيرها من الآيات ، وما كان من القدر لا يبطله بشر .
إننا نعيش أيام التغيير في الأرض وعـودة الإسلام إلى الحياة لتعود لنـا الحياة ، ويعود لنا النصر ، ونحن والله على أبـواب الخلافــة الراشدة من جـديد حيث يصف الرسول صلى الله عليه وسلم مسيرة الحكم في المسلمين إلى يوم القيــامة فيقول :" تكون فيكم نبوة ما شاء الله أن تكون ، ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تكون خلافة راشدة ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون فيكم ملكا عاضا - ولاية العهد في العصر الأموي والعباسي والمملوكي والعثماني - ما شاء الله أن يكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم يكون فيكم ملكا جبريا - أي الإنقلابات التي بدأت بالإنقلاب العثماني على السلطان عبد الحميد ، وأتمه أتاتورك ( لعنه الله ) ولم تتوقف الإنقلابات في بلاد المسلمين والعرب منذ ذلك الحين إلى هذا اليوم - ما شاء الله أن يكــون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ، ثم تعود خلافة على منهاج النبـوة .. ثم سكت "


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire