lundi 25 juillet 2011

لا قيمة فنية للافلام المغربية اذا خلت من الاخلاق

اخلال بالحياء العام واذلال جنسي ودفاع عن الصهاينة قصده انكار حقوق الفلسطينيين:حسن بنشليخة
2011-07-24


 
قدم الموقع الالكتروني المتخصص 'عين على السينما' لرئيس تحريره الأستاذ أمير العمري، الذي علمنا كيف نميز بين الفن الراقي والفن الهابط، والذي نكن له الكثير من الاحترام الصادق النابع من القلب، لواحدة من مقالاتي التي نشرها يوم 5 يوليو من الشهر الجاري على موقعه كما يلي: 'كتب الناقد المغربي حسن بنشليخة، رغم عدم اتفاقنا مع الكثير مما ورد فيه [المقال] خاصة انتقاداته الشديدة ببعض السينمائيين المغاربة الذين نكن لهم كل احترام وتقدير خصوصا وأنه ينطلق من منطلقات 'أخلاقية' وليست فنية في الحكم على أعمالهم'.
ولم يذكر الموقع الالكتروني أي من بين هؤلاء المخرجين المغاربة يكن 'لهم كل احترام وتقدير'. ونحن، للأمانة والتاريخ، وان نؤمن بحق الاختلاف، نحترم 'بعض المخرجين المغاربة كذلك'. لكننا نضع الاحترام جانبا عندما نتناول أعمالهم بالنقد، وبدون استثناء، طبقا لمناهج معينة ومفاهيم ثابتة ونظريات دقيقة، لا تستند بالضرورة إلى رغبات الفرد وغاياته، ولا نزعم أنها وحدها هي الصحيحة دون ما عداها، بقدر ما نتناول الفيلم بالتحليل تحليلا موضوعيا ومدى ما يحمل في جوفه من زيف أو إبداع.
أسماء المخرجين المغاربة الذين تطرقت إليهم في مقالتي التي غير الموقع عنوانها من 'المركز السينمائي المغربي والإفلاس الفكري' إلى 'حول قرار المغرب منع تصوير فيلم إيراني عن محمد' صلى الله عليه وسلم، هم كالتالي وبالترتيب عينه: نور الدين لخماري ونرجس النجار ونبيل عيوش وعزيز السالمي وليلى المراكشي وعبد القادر لقطع ولطيف لحلو وحسن بنجلون ومحمد إسماعيل وأحمد بولان.
المقال في حد ذاته لم يكن الهدف منه تناول أعمال المخرجين المغاربة بالتحليل والنقد بقدر ما راهنت على فضح نفاق المركز السينمائي المغربي الذي يريد أن يتستر بالثوابت الدينية والأخلاقيات الخادعة لقطع الطريق أمام مخرج إيراني هو واحد من أهم المخرجين العالميين لتصوير بعض مشاهد فيلمه عن الرسول الأعظم في المغرب. وتساءلت ببساطة وبكل موضوعية في المقال: إذا كان المركز السينمائي المغربي يغير بالفعل على التراث فكيف يسمح لنفسه أن يمول أفلام، تنال من التراث بالضبط، من طرف هؤلاء المخرجين الذين ذكرتهم أعلاه. وهنا لا بد من إبداء رأينا في علاقة الأخلاق بالسينما الذي نعززه بالأدلة المنطقية وبدون التباس حتى يتضح موقفنا لقرائنا.

السينما والأخلاق

ليست السينما تجارة مربحة وموفقة فقط، لكنها أداة ثقافية وسياسية في غاية الخطورة وموجهة إلى عامة الناس. والكل يعلم أن السينما لم تعد نشاطا تجاريا هدفه الربح بل شأنها شأن أي فن إبداعي ثقافي تفكيري أن تروج للأفكار المذهبية والسياسية لتساهم في تكوين الرأي العام. ومن هنا يكبر دور السينما وتكبر معه أدوار صناع هذا الفن، لتصبح رديفاً وعاملاً هاماً فاق في تأثيره كل الوسائل المعروفة من ثقافات وكتابات ولقاءات وحوارات وندوات، لتكون المسؤول الأول عن كل المظاهر التي طرأت على سلوكنا وأحاسيسنا، ومن ذلك ظاهرة العنف والفوضى الجنسية مثلا. ومن الظواهر الخطيرة أن السينما غدت أكثر من الماضي تحدد أذواق الناس وتوجه أفكارهم. فتأثيرها أقوى وأبلغ من وسائل التعبير الثقافية الأخرى مجتمعة. هكذا تكون السينما أخطر الأدوات تأثيرا لأنها فن سمعي بصري يمثل حقائق ووقائع كأنها تحدث بالفعل بشكل جذاب ومثير للإعجاب يهدف إلى السيطرة على المشاهد. ولذلك فان تأثيرها لا يقتصر على الأفكار النظرية، وإنما ينطبع بصورة أشد على سلوكنا ومظاهرنا، ذلك أن السينما تحاكي المشاهد عن طريق صورة شبه حقيقة وليس مجرد شيء عابر يتفاعل مها المشاهد تفاعلا مباشرا. وكان لابد من فهم أبعادها وآثارها الايجابية والسلبية. فالسينما القادرة على خلق المعادلة الصعبة بين الفن والأخلاق، والتي تدافع عن قيم الحق والخير والجمال هي السينما التي يمكن أن تتحول إلى تجمع فكري ثابت يسعى إلى النهوض بالمجتمع. أما الأفلام التي تروج للفحش المضاد للقيم العامة كعرض الجسد الرخيص والكلام الساقط، كما هو الحال مؤخرا مع الكثير من الأفلام المغربية، فذلك يقود حتما إلى الإفلاس الفكري ويؤدي إلى العجز والشلل الإنساني الذي يعوق المجتمع عن الوعي بحالته البائسة.
ولا شك عندنا أن دراسة استقصائية جادة تثبت بكل سهولة أن الأضرار التي تلحقها ادرات بالعقل (مثلا) ليست إلا جزءا يسيرا بالقياس للأضرار التي تحدثها السينما من أساليب غسيل الدماغ التي تعمل من تحت الوعي إلى أساليب التنويم المغناطيسي والتكرار المستمر بإثارة الغرائز وشهوة الجنس والعنف. وهل يوجد ما هو أقدر على تعطيل العقل الإنساني من قذفه بهذا الوابل الذي لا يتوقف في السينما المغربية؟ إن السينما التي لا تثير أسئلة أو أفكارا وتتطلع إلى آفاق جديدة وتحاول الانضمام إلى نظرية بحالها أو تقوم على معتقدات راسخة، مصيرها الموت. والسينما المغربية الحالية، باستثناء فترة السبعينيات وبعض المآزر من فترة الثمانينيات تتستر بها حتى لا ينكشف عريها، صفحة بيضاء وإذا جاز التعبير صفحة سوداء خارجة عن النظام الفكري المعين همها صنع قطيع من الغنم يفقد القدرة على التفكير ويشعر بالعجز ويصاب بالسلبية. إنها سينما بسموم سيكولوجية حيث إنها نوع من الإدمان الذي يخلق إحساسا زائفا. وليست السينما المغربية الحالية أكثر من اثر مرئي لا يوجد فيها أي شيء ايجابي أو مفيد اجتماعيا كما أنها لا تحرك في الإنسان أي مشاعر صورة كانت أم كلمات أم أداء. والقي بهذا التحدي هنا أن يدلنا أي ناقد سينمائي جاد إلى اسم ممثل مغربي واحد أو ممثلة مغربية واحدة يتركان أي اثر في المشاهد! لا نعتقد أن أحدا سيوفق لأنها سينما لا تبذل فيها طاقة ومن تم جافة و لا حياة فيها ولا تستثير اهتمام المغاربة. لهذا نتوسل إليكم أن لا تعطوا أهمية إلى السينما المغربية فوق ما تحتمل.
ليس الأمر أمر أسلوب أو مواقف فقط لكن المشكلة تكمن في رمي المغاربة بالازبال. ونحن نقيس الفن بمعيار القيمة الفنية المرتبطة بالأخلاق. لكننا لا نستعمل 'عقلية الكنيسة' في تحليلنا بل نستعمل النقد السينمائي بمعناه الوظيفي الذي يعني رؤية الحقيقة عارية للنفاذ تحت السطح والسعي الإيجابي لتقييم الفيلم خاليا من أي تحيز. فالتناسب العكسي بين المنجز الفني والمنجز الأخلاقي و ما يتفرع عنهما يتسبب غالبا إما في ارتقاء الفن الجمالي والثقافي أو تهميشه إلى هامش الهامش. والأخلاق في السينما تعني في المقام الأول احترام القوانين التي تحكم النمو الإنساني الأمثل. وأي فن يقربنا من هذا الهدف هو فن عقلاني، وأي فن يخل بهذا التوازن هو فن انحلالي لا يستجيب لمتطلبات البناء الصالح للمجتمع. وأي سينما لا تُقدر القيم الإنسانية هي سينما مريضة تتميز بالعقم وبخلوها من المعنى والهدف. ومسؤولية المخرج هي القدرة على خلق التوازن بين الفن والأخلاق التي تخلق من الفن إبداعا جميلا. ففي الوقت الذي ترتفع فيه الأصوات عالية في الغرب لاحترام نظام القيم والأخلاق وإعادة النظر في السلوك الذي يتبعه الفن السابع و ما ألحقه من أضرار بالمجتمع، ترتفع عندنا أصوات لتطبيق النهج الغربي حتى يتسنى تجريد السينما المغربية من صفاتها الإنسانية بقطع أوصالها. واعترف إني كناقد سينمائي بحثت عن القيمة الفنية في الأفلام المغربية فلم أجد إلا القليل وخيبة الأمل. كما اشعر بالإهانة عندما أشاهد فيلما مغربيا. وكل ما تصنع السينما المغربية أنها تستحم في نفس النهر مرات عديدة لكنها لا تأتي بأي شيء جديد، بل تنتج أفلام تشبه الأفلام التسجيلية لأنه لا حركة فيها ولا إبداع لان المخرج المغربي يفتقر إلى الكفاءة والمقدرة التي يمكن أن تساعد على النمو والارتقاء بالشأن السينمائي. لهذا السبب تحولت السينما المغربية إلى 'عاهة بصرية' مؤذية شعوريا وفكريا و لا تستحق إلا الإقبار أو الحرق.
وحتى إذا وضعنا الأخلاق جانبا لتقييم السينما المغربية من زاوية فنية صرفة (وهذا يستحيل في رأينا) فلابد من الإدلاء بهذه الشهادة، عن صدق وأمانة، وهي الحقيقة الكاملة التي احملها في قلبي وروحي عن سينما مغرب اليوم وهو استحالتها بإيقاظ حب الفن في المغاربة. على العكس، إنها سينما مثل المبيدات الحشرية التي يترتب عليها أكبر الأضرار بالبيئة المجتمعية. وكثيرا ما أرغم نفسي في هدوء وأسى وأتحمل التعذيب البدني والنفسي والتهاب العينين لإنهاء مشاهدة فيلم مغربي حتى يتسنى لي الكتابة عنه. وأخرج بنتيجة واحدة هي أن الأفلام المغربية الحالية، في اغلبها، مثيرة للشفقة شاهدة على فترة التدني. إنها سينما غير مقنعة ولا طموحة ولا تنتسب إلى أي اتجاه، مملة وخالية من المعنى، ووسيلة لتبديد المال العام يتبعها مرض مستعص.
والحق أنه طالما استحوذ علينا نقاش الأفلام الفارغة عوض الاهتمام بأفضل العقول والمواهب التي كرست نفسها للفن الراقي فسنظل نفتقر إلى الخيال اللازم لرؤية بدائل واقعية وجديدة. لان ما يطبع السينما المغربية الحالية هو 'الإفلاس الايجابي' و'نظرية المنفعة' القائمة على مجرد التجاذب والمودة والصداقة والشركاء. وحظ الشركاء الجدد زاد عن حظ الشركاء القدامى، لان العلاقة مع الشركاء الجدد مثمرة وهذا هو المهم. لهذا تحولت السينما المغربية إلى قناع يخفي به الكثير استغلال المال العام وليس عبثا أو بمحض الصدقة إذا أن يحرص بعض الأشخاص بالتغني بها. ومن حسن الحظ، ثمة حفنة من المخرجين المغاربة على درجة عالية من النضج السينمائي يتحملون ويعانون صعابا هائلة من أجل الرفع بالفن السابع. وعلى من داهمه النسيان وخانته الذاكرة العودة إلى أفلام حقبة السبعينيات ليدرك ما يتم التدشين له حاليا.

السينما الملتزمة في مواجهة سينما المسخ والخداع

نعم، نحن نفتخر بمخرجين مغاربة من الجيل القديم الذين ساهموا في التهذيب الروحي للمجتمع وأحدثوا ثورة سينمائية في مرحلة مبكرة، تأسست معه الملامح الأساسية للمشهد الثقافي السينمائي، وكانت خطوة متقدمة ومنعطفاً هاما في مسيرة السينما المغربية لخلق كائنات إنسانية مفكرة. ومن أمثال هؤلاء المخرجين الأخوين سعد وعمر الشرايبي و عبد القادر الدرقاوي وحميد بناني صاحب فيلم 'وشمة' الذي نعتبره الحجر الأساس في السينما المغربية. وجلالي فرحاتي 'عرائس من قصب' الذي أدهشنا وما زال بإبداعاته الفنية السامية في أكثر من فيلم، وأحمد بوعناني وفيلمه 'أليام أليام' ومحمد الركاب في 'حلاق درب الفقراء' الذي سجن مخرجه المرحوم بسبب ما ترتب عليه من ديون في إخراج الفيلم، وفيلم 'ألف يد ويد' لسهيل بن بركة و''الشركي' لمومن السميحي 'والسراب' لمخرجه أحمد المعنوني الذي وهب الروح إلى بارئها مؤخرا. هؤلاء المخرجون عرفوا كيف يفجرون ثورة الصورة بفضل تشبعهم بمعارف علم الاجتماع وعلم النفس والانثربولوجيا والفلسفة. ونقلوا ارثهم الثقافي إلى مجال السينما الذي كون الخلفية الثقافية للنقد السينمائي. لقد أمتعونا حقا بأفلام وشمت في الذاكرة كأنها المعلقات السبع في تاريخ السينما المغربية. ووظف هؤلاء المخرجون السينما بطريقة ذكية لإشعاع الثقافة الراقية والفنون الهادفة لأنهم اقتنعوا مع أنفسهم بان السينما مرآة عاكسة للمجتمع والحياة تزداد قيمتها بازدياد ما تعكس. فساهمت تلك الفترة في تشكيل الوعي السياسي والإيديولوجي و الاجتماعي إضافة إلى الوعي الجمالي الفني. فتناولت أفلامهم حياة الفقراء والطبقة العاملة، وأوضاع الحياة اليومية واهتمت بالمواطن المغربي وآلامه وهواجسه بأسلوب بسيط وتفاصيل دقيقة. فكان محتوى هذه الأفلام ذا وقع كبير في النفسية المغربية. كما حملت هذه السينما صياغة مشروع فكري وعملي مستقل وانطلقت من قواعد ثابتة وجاءت أفلامهم مشحونة بالرسائل الإنسانية وفي قمة الإبداع لان مخرجيها كانوا من صفوة البلد الذين يقدرون الفن وأخلاقياته. فاستشعرنا سينما تلك الفترة بكل حواسنا لأنها كانت تنهمر من روح قلب المخرج وستبقى أفلامهم زاهية إلى الأبد كقوس قزح في سماء الفن السينمائي المغربي.
ومن الجيل الجديد نفتخر بمحمد العسلي 'فوق الدار البيضاء الملائكة لا تحلق' و ياسمين قصارى 'الراغد' و إسماعيل فروخي 'الرحلة الكبرى'. كما افتخرنا بنبيل عيوش في فيلمة 'علي زوا' و نور الدين لخماري 'نظرة ما' وفوزي بنسعيدي 'ألف شهر' ونرجس النجار 'العيون الجافة' وحسن بنجلون ومحمد إسماعيل وشعرنا بسعادة وشرف كبيرين واعتقدنا أنهم حاملي شعلة الصرح الثقافي السينمائي المغربي الجديد قبل أن يتحولوا كلهم، باستثناء محمد العسلي وياسمين قصارى، إلى شرذمة لصياغة الولاءات للايديولوجيات العابرة للقارات. فواظبوا على إنتاج أفلام لا تفوح منها إلا رائحة الفساد من شدة يخرج من أفواه ممثليهم الذين يشبهون الكراكيز. فتحول نبيل عيوش من مدافع عن قضايا الأطفال المشردين إلى 'محرض' للفتيات المغربيات في فيلمه 'كل ما تريده لولا' بهز البطن إن هن أردن كسب عطف أثرياء وبترو دولارات دول الخليج! والدليل على ذلك انه تباهى بفساتين 'رامزي كلارك' اللاتي رقصت بهن بعرضهن في دور السينما المغربية. أما نرجس النجار فقد تحولت من مخرجة جادة تثير اهتمام الرأي العام لقضية حساسة مثل ترويض الفتيات على الدعارة من قبل أسرهن إلى 'مدافعة' عن حقوق المومسات والدعاية للإخلال الفادح بالحياء العام والكذب على الجمهور والتحامل على التراث. ومنذ البداية يدرك المشاهد أن فيلم 'ماروك' لمخرجته المغربية ليلى المراكشي أشبه بالدليل الذي يعرف بالمعلومات الوافية عن اللغة الساقطة والمشاهد التي تبعث على الاشمئزاز والتي تعبر عن مستوى الإسفاف الذي لحق بمخرجينا المغاربة! وأكاد أن يغمى علي كلما تذكرت فيلم لطيف لحلو 'سميرة في الضيعة'، وفيلم 'ملائكة الشيطان' لأحمد بولان وفيلم 'كازانيغرا' لنور الدين لخماري وعزيز السالمي 'حجاب الحب' وعبد القادر لقطع 'بيضاوة' المثقلة ب'ثقافة المسخ' التي تسعى إلى نشر أوجه الفساد والانحلال والإساءة البالغة والإذلال الجنسي. أما حسن بنجلون ومحمد إسماعيل فكلاهما تبنيا قضية الصهاينة المغاربة في فلميهما 'فين ماشي يا موشي' وفيلم 'وداعا أمهات' زورا فيهما التاريخ واتهما المغاربة بأنهم اعتدوا على اليهود وسرقوا منهم ممتلكاتهم وطردوهم من أرضهم المغرب بدون حق أو واجب. ولم يرف جفنيهما لحال الفلسطينيين الذين تسرق منهم أرضهم بالجملة منذ غابر الزمن إلى اليوم من طرف اليهود. أما من كُتب لهم البقاء في فلسطين المحتلة فتهدم ممتلكاتهم فوق رؤوسهم من طرف نازية القرن الواحد والعشرين! هكذا يتنكران للفلسطينيين ويذرفان دموع الكذب والبهتان على اليهود كورقة للارتزاق.
نحن لا ندعو إلى سينما فاضلة لكننا لن نصفق ولن نهلل لأي فيلم مغربي يطبعه الخداع أو يستلب كل الحواس الذهنية والفكرية ويستبدلها بحاسة واحدة تلك التي تغذي الرغبة البيولوجية. وعلى هذا الأساس نعتقد انه لا قيمة لأي فن أو ثقافة إذا خلت من الأخلاق و القيم. ولن نتعامل مع الفيلم على انه 'فوائض صور' بل مبادئ والتزامات وما يصيبه من كسر يصيبنا جميعا. كيف يعقل أن نسمح لمخرجي الجيل الجديد الذين يُخرجون أفلام تساعد على تنمية نوازع التدمير، والذين إذا نقبت في أعمالهم كاملة لن تعثر فيها على أية فائدة ثقافية، والذين لم يتعلموا أن أعمالهم قليلة القيمة هذا إن كانت لها قيمة على الإطلاق، ولم يدركوا أنهم يساهمون في سينما مزيفة، أن نسمح لهم أن يحولوا السينما المغربية إلى سلعة تقبل بالاغتراب وعدم التمسك بالمثل الأخلاقية العليا وفي نفس الوقت يتشدقون بإعلان الحرب على ما يسموه 'الثقافة النمطية' لصالح فكر جديد؟ أليست أفلامهم في معظمها أنانية عارية تتخذ أشكالا غريبة هدفها إشباع الرغبة البهيمية بدرجة وقحة من الإثارة والنشوة والتيه يستقطبها المشاهد بكل حواسه الحيوانية؟ ليس هكذا نشجع الجديد وننبذ القديم بتغيير الاتجاه والتوجه. تغيير الاتجاه، بمنطق هؤلاء، يعني الحصول على الضوء الأخضر لتسويق الذات النسائية كسلعة وتمرير الأكاذيب المزورة. أهكذا نرفع بالفن من حالة أدنى إلى حالة أسمى؟ وماذا عن إقحام بعض عاهرات الشوارع والحانات وتقديمهن باعتبارهن نجمات سينما؟ هل يرفع ذلك من مستوي السينما المغربية أم يهبط بها إلى حضيض الحضيض؟ لنعترف أن السينما المغربية تحولت إلى بؤرة فساد على يد هؤلاء الذين لا حول لهم ولا طول ولا فكرة لهم بشيء عن أي شيء.
وأخيرا ماذا عن الفصل 483 من القانون الجنائي المغربي والذي لا يستثني السينما، ويعاقب بالحبس من شهر إلى سنتين كل من ارتكب 'إخلالا بالحياء'؟ ألا يحق تطبيقه على المخرجين المغاربة الذين يستفيدون من الدعم ويروجون لثقافة العري والمسخ وتزوير التاريخ وإنزال عقوبة السجن بهم وبمن يمولهم؟

*مخرج وناقد سينمائي من المغرب

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire