lundi 17 octobre 2011

أحلام التميمي و400 سنة سجن


الأسيرة أحلام التميمي
"الأسيرة أحلام التميمي"


إبراهيم الزعيم
أحلام عارف التميمى، تلك الفتاة الجامعية ذات الـ 24 ربيعًا، فتاة فلسطينية هادئة في معاملتها مع الآخرين، مجتهدة في دراستها، لم ترتكب جرمًا أو ذنبًا يجعلها تختطف من حضن والدها، وتحاكم حكمًا قاسيًا، وتعامل معاملة لا أخلاقية ولا إنسانية في ظروف اعتقالية صعبة، ما هو الذنب الذي اقترفته أحلام لتعتقل وتغيب عن أهلها ووطنها؟ قد يكون لأنها فلسطينية ، أو لأنها مجتهدة في دراستها ، أو لأنها حلمت ذات يوم أن تشرب الحرية والكرامة ، أو أن تتنفس هواء الحرية العليل ، إذا كان كذلك فلاشك أنها تستحق العقاب في عرف قانون الغاب الذي أوجدته (إسرائيل).
حول قضية اختطاف هذه الفتاة الفلسطينية واعتقالها، نلقي الضوء على قضيتها قي يوم الأسير الفلسطيني من خلال هذا الحوار مع شقيقها محمد. 


متى تم اعتقال شقيقتك أحلام؟
 تم اعتقالها في يوم 14 / 9 / 2001 الساعة الواحدة ونصف ليلاً، ولازالت تخضع للاعتقال حتى هذه اللحظة.

حدثنا عن ظروف اعتقالها ؟ 
 تم اعتقالها بعد وفاة الوالدة بأسبوعين، حيث داهمت قوات الاحتلال بمساندة عدد كبير من "الجيبّات" العسكرية منطقة النبي صالح قضاء رام الله ليلاً، وقد داهموا عددًا كبيرًا من المنازل قبل أن يأتوا إلى منزلنا، وقد كنت أنا وأبي مازلنا مستيقظين، وقد أتت أحلام إلى غرفتي، وقالت لي إنه يوجد صوت جيبات عسكرية في المنطقة، وقد داهموا المنازل المجاورة لنا، وعندما وصلوا إلى منزلنا اقتحم ما يقرب من 20 جنديًّا المنزل بسرعة كبيرة جدًّا، وكنت موجودًا في البيت أنا وأختي أحلام وأبي وبنت أختي وعندما دخلوا إلى المنزل كان معهم ابن أختي، حيث طلبوا منه أن يطرق باب المنزل، وقد تم احتجازي أنا وأبي وبنت أختي وابن أختي في غرفة داخل المنزل، وعلينا حراسة مكونة من أربعة جنود صهاينة، أما باقي الجنود فقد بدؤوا بتفتيش المنزل بدقة متناهية ، وقد احتجزوا أحلام في غرفة لوحدها وعليها حراسة مشددة ، وبدؤوا يحققون معها داخل المنزل وكنا نسمع أحيانا صوت أحلام ، وأحيانا أخرى صوت الجنود وهم يحققون مع أختي ، وأصوت غير طبيعية داخل المنزل ، ولم نكن ندري ماذا يجرى داخل المنزل ، مكثوا في منزلنا ما يقارب الساعة والنصف ، وبعد ذلك أصبحت الحركة داخل المنزل تخف مرة عن مرة حتى جنود الحراسة الذين يقفون على باب الغرفة التي كنا بداخلها تركونا ، حتى أصبح جندي واحد فقط داخل المنزل، وبعد فترة خرج الجندي، ثم أغلق باب المنزل الرئيس، ومن ثم خرجنا من الغرفة إلى ساحة المنزل، وقد كنا نظن أن الأمر لا يعدو كونه مداهمة عادية، فهو شيء قد تعودنا عليه، إلا أننا لم نجد أحلام، فبدأنا بالبحث عنها، ولكن دون جدوى، فخرجنا إلى خارج المنزل فوجدنا أن آخر جيب صهيوني قد تحرك، فأخذوا ينسحبون على فترات حتى لا نشعر بذلك، فأدركنا أنهم قد اختطفوا أحلام، وبعد فترة علمنا عن طريق المحامى أنه قد وجهوا لها تهمة نقل أحد الاستشهاديين، والمشاركة في تفجير مطعم "اسبارو"؛ فكان ذلك صدمة لنا جميعًا.

هل قدم الاحتلال الصهيوني دليلاً قاطعًا على التهم التي وجهها لأحلام، أم أنها مجرد تلفيق؟
 كل هذه العملية أنا أشك فيها، لأن عملية اختطافها تمت بسرعة، وبعد فترة وجيزة أخبروها بهذه التهمة، ولا يوجد دليل لدى قوات الاحتلال على أنها نقلت الاستشهادي ..

هل حضرتم المحكمة التي أجراها الاحتلال، وكيف تصف لنا أجواءها؟ 
 نعم حضرت هذه المحكمة، حيث خرجنا صباحًا إلى المحكمة ومن ثم نادوا علينا ودخلنا إلى قاعة المحكمة، وقد سمحوا لنا أن نسلم على أحلام ونضمها إلى صدورنا، ضمة المفارق عن هذا الكون إلى عالم آخر، ولقد كنت أنا وأبي فقط وعندما أتى القاضى بدأت المرافعة، وبدأ المدعى العام حديثه فقال عن أحلام للقاضي إنه في 20/1 / 1980 ولدت طفلة وفرح بها أبواها كثيرا وسموا المولودة أحلام وهى تعنى حلم لهم ، ولكن بعد مرور 20 عاما لهذه الطفلة لم تطبق اسمها الجميل بمعناه الجميل في الواقع الاجتماعي فزرعت الكوابيس والرعب داخل 15 عائلة يهودية، وقد نقلت "انتحاريًّا" إلى مطعم "سبارو" ، وكانت أحلام تستمع إلى ما يقوله وهى تبتسم وهو ما استفزه جدًّا؛ فقال للقاضي نحن نتكلم عن قتلى وهي تستهزئ بنا وتضحك، وذكر أسماء القتلى، وقال نحن نطالب أن تحكم مقابل كل قتيل بحكم مؤبد، فزاد ضحكها، حتى غضب غضبًا شديدًا ، وردد كلامه نحن نتكلم عن مأساة بسبب هذه "المجرمة" ، وقال أنا أطالب أن يحكم عليها بـ 16 مؤبدًا ، وتكون داخل زنزانة مدى الحياة، وتموت ونراها تحترق في جهنم ، وطلب عدم إرفاق اسمها بصفقة حزب الله في تبادل الأسرى إذا تم تبادل، حيث كانت هذه المحاكمة قبل الصفقة ، وبعد ذلك أذن القاضي للمحامى وقال المحامى: أطلب أن يدافع المتهم عن نفسه ، وقد تلت أحلام آية قرآنية عن الجهاد فلم يستطع المترجم أن يترجم هذه الآية للقاضي، وقال لها: ما هو معنى هذه الآية فأجابت قائلة: أنا أنصحك ألا تعرف معنى هذه الآية، وقالت لهم: بالنسبة لاسمي الذي لم تعرفوا معناه لا تفكروا فيه كثيرًا لأنه من الصعب أن تصلوا إلى المشاعر التي وصلنا إليها، وقالت لهم: أنتم مقهورون من ابتسامتي ، أريد أن أزيد عليها ضحكا بصوت عال ، كي تصل إلى آذانكم ، وأشارت إلى القاضي والمستشارين والمدعى العام ، وقالت لتقتلكم كل يوم وأنتم أحياء لأن قتلتكم جسديًّا لا يكفي ولكن أريد أن أقتلكم كل يوم وأنتم أحياء ، وبدأت فعلاً بالضحك بصوت عال جدًّا داخل صالة المحكمة، وقالت لهم: تريدون أن أكون مدى حياتي داخل الزنزانة وأنا أقتلكم كل يوم وأنا في زنزانتي محاطة بأربعة جدران، إن شاء الله تعالى سأراكم وأنا في الجنة وأنتم في جهنم تحترقون في النار، وقالت إن الخمر عندنا في الإسلام حرام ولكن اليوم أنا شربت نخب انتصاري عليكم جميعًا وهذه آخر كلمة قالتها.

هل لمست شيئًا من النزاهة في هذه المحكمة؟
 أبدًا..، لقد كانت أحلام حوالي العامين والنصف وهى تأتى للمحكمة ولم يتم محاكمتها، لقد اعتبرت نفسي كأني أشاهد فيلمًا لمدة عامين والنصف، وقد كانت الحلقة الأخيرة يوم محاكمة أحلام ، وقد نطق الحكم في جلستين متتاليتين ، الأولى للمرافعة ، والثانية للنطق بالحكم ، ولو أنها محكمة صادقة لبحثت في الأمر ولكنها اعتبرت أن أحلام هي القاتلة.

هل تزورون أحلام بشكل عادى وطبيعي حاليًا ؟
 بالنسبة للزيارة نحن لم نزر أحلام ، لأننا أردنيون ولم نحمل الهوية الفلسطينية، وحسب القانون الإسرائيلي لا يحق لنا أن نتحرك في السجون الصهيونية، فمن تاريخ النطق بالحكم في 13/10/2003 إلى هذه اللحظة لم نرها؟

هل تصلكم أخبار عن أحلام، وعن وضعها الصحي، وكيفية تعامل جنود الاحتلال معها؟
 أخبارها تصلنا من الأهالي الذين يزورون أبناءهم ومن المحامي زهير هنية، وهو من لجنة الدفاع عن حقوق الأسيرات، وهو من داخل فلسطين المحتلة عام 48 ، فهو يزورها باستمرار، لذلك فأنا أعرف أخبارها باستمرار وما هي احتياجاتها ومعاملة السجانين معها بعد النطق بالحكم ، ولقد حدث بينها وبين أحد الجنود مشكلة ، ولم اعلم ما هي أسباب المشكلة ، فرفع عليها السجان دعوة بأنها قد ضربته ، وحكم عليها ستة أشهر وخمسة آلاف شيكل، وعلى هذا الأساس فالحكم الإجمالي لها هو ستة عشر مؤبدًا وستة شهور وخمسة آلاف شيكل غرامة مالية.

ما هو شعوركم وأحلام بعيدة عنكم؟
الشعور العائلي كأي أب له بنت وكأي أخ له أخت، ويتمنون أن يأتي اليوم الذي نشاهدها فيه بالطرحة البيضاء وفستان الزفاف، وهي تزف إلى بيت الزوجية، هذا حلم أي أب لابنته وأي أخ لأخته.

هل من كلمة أخيرة تود أن تقولها؟
 أتمنى الإفراج عن جميع الأسرى والأسيرات، وأن تلغى وزارة شؤون الأسرى من حياة الشعب الفلسطيني، وأن ينتهي هذا الملف، لأن ملف الأسرى ملف مرهق للشعب الفلسطيني، وأشكر المؤسسات التي تحاول التخفيف من معاناة الأسرى وأطلب منهم المزيد.
نزار واحلام التميمي

النبي صالح (رام الله) - تستعد عائلة التميمي في قرية النبي صالح بالضفة الغربية لاستقبال ابنها نزار الذي كان محكوما بالسجن مدة الحياة لدى اسرائيل وهو من حركة "فتح" فيما اوفدت قسما اخر منها الى الاردن لاستقبال خطيبته احلام التميمي التي كانت محكومة بالسجن 16 مؤبدا وتنتمي الى "حماس".

ونزار (38 عاما) واحلام (31 عاما) هما ضمن قائمة المعتقلين الفلسطينيين الذين ستطلق اسرائيل سراحهم مقابل الجندي الاسرائيلي غلعاد شاليت.

ونزار ينتمي الى "فتح" وحكم عليه بالسجن مدى الحياة بسبب مشاركته في عملية قتل مستوطن اسرائيلي في بداية التسعينات، في حين ان احلام تنتمي الى "حماس" وشاركت في تقديم المساعدة لفلسطيني نفذ عملية تفجيرية في احد المطاعم الاسرائيلية في العام 2001.

وعايش محمود التميمي شقيق نزار تفاصيل العلاقة بين نزار واحلام كونه امضى اربع سنوات داخل السجون الاسرائيلية والتقى مع شقيقه نزار. وسبق ان التقى احلام في الاردن قبل ان ان يتم اعتقاله.

وقال محمود: "قصة نزار ابن فتح واحلام ابنة حركة حماس هي تعبير عن حقيقة الشعب الفلسطيني المتوحد، والانقسام القائم هو الحالة الشاذة".

وتحدث محمود عن لقائه باحلام ابنة عمه في الاردن فيما كان نزار في السجن قائلا "وجدت تلك الفتاة المرتبطة بمشاعرها كاملة مع فلسطين، ووجدت انها تعلق صور نزار في غرفتها، لان نزار عنى لها القضية التي تحبها".

واضاف: "طلبت مني في العام 1998 ان اؤمن لها تصريحا للدراسة في جامعة بيرزيت، وهذا ما تم، وصلت احلام الى الاراضي الفلسطينية وانخرطت في التعليم الجامعي".

وبعد اعوام اعتقل محمود في السجون الاسرائيلية وحكم عليه بالسجن اربع سنوات في حين ان احلام اعتقلت وهي في السنة الثالثة من دراستها الجامعية، وحكم عليها بالسجن 16 مؤبدا.

وقال محمود: "التقيت شقيقي نزار في السجن ولم يكن يمضي يوم الا ويبعث الى احلام رسالة من خلال الصليب الاحمر، وحملت هذه الرسائل مشاعر حب واشتياق ووطن وحرية".

وتابع: "وبعد ذلك بعثنا انا ونزار الى والدي برسالة نسأله فيها بان يتقدم رسميا الى والد احلام بخطبتها، بعد ان حكم على احلام بالسجن 16 مؤبد".

ويؤكد محمود ان ارتباط نزار مع احلام لم يكن بناء على رغبة العائلة بقدر ما كان بناء على رغبة الاثنين من خلال التواصل عبر الرسائل.

وقال: "ارتبط الاثنان رغم واقعهما المعقد، الا ان الامل لم يغب عنهما لحظة بانهما سيلتقيان يوما ما".

وقبل خمس سنوات تقدمت اسرة الشاب نزار بطلب يد الشابة احلام لابنهم نزار، وسط حضور كبير من قبل الاهل لكن بغياب العروسين اللذين كان يقضيان عقوبة بالسجن مدى الحياة.

وتقول افتخار عارف شقيقة احلام "لم نكن نأمل ان يتم اطلاق سراح احلام ونزار، ولكن الحمد لله تم ذلك وعلمنا ان اسم الاثنين ضمن الصفقة، لذلك بدأنا بترتيب حفلة لهما، هنا في النبي صالح وفي الاردن".

وسيتم اطلاق سراح نزار الى بيته في النبي صالح، الا ان احلام سيتم ابعادها الى الاردن حيت يتواجد والدها وشقيقها.

ولم يسبق للعروسين نزار واحلام ان التقيا الا مرة واحدة حينما كان نزار داخل السجن وزارته احلام في السجن. وقام الاهل بتركيب صورة تجمع بين الاثنين وتم تعليقها في منزل الفتاة احلام التميمي.

ويقول حلمي التميمي ابن اخت احلام، الذي يعمل في لجنة مواجهة الاستيطان في قرية النبي صالح "خطبة نزار مع خالتي احلام، هو اكبر دليل على وحدة الشعب الفلسطيني، فنزار من فتح واحلام من حماس، وهذا نموذج للامل والحب ووحدة الشعب الفلسطيني".

ولم تكن احلام تحمل بطاقة هوية فلسطينية حينما ساعدت على تنفيذ العملية، الا انها حصلت عليها وهي داخل السجن الامر الذي اعطى العائلة الامل بامكانية ان تعود احلام الى النبي صالح بعد ابعادها الى الاردن.

وتقول شقيقتها افتخار "سنكمل ترتيبات الزواج بين احلام ونزار، فاذا لم تتمكن احلام من العودة الى النبي صالح فقد يتمكن نزار من التوجه الى الاردن".

من جهته، قال الشاب حلمي: "ان نزار سيخرج دون التقيد باجراءات امنية مثلما فرضت اسرائيل على اخرين، وهذا ما يعطينا الامل بان يتمكن من التوجه الى الاردن والالتحاق بعروسه هناك بين اهلها".

وقد جهزت عائلة التميمي نفسها كي تتوجه الى الاردن للاحتفال بزواج ابنها نزار في حال تمكن بعد تنفيذ صفقة التبادل من التوجه الى المملكة. ويقول شقيقه محمود ان محاولات العائلة بدأت من الان لترتيب حفل زواج نزار باحلام، في الاردن.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire