يؤمن أهل السنة إيماناً قاطعاً بأركان خمسة للإسلام مبنية على حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان ) وقد روي الحديث في صحيحي الإمامين البخاري ومسلم رحمهما الله .
ويقول الشيعة أيضاً أن أركان الإسلام خمسة إستناداً لعدة أحاديث نذكر منها :
ما جاء في أصول الكـافي في باب دعائم الإسلام : عن أبي جعفر عليه السلام: قال: بني الإسلام على خمس: على الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية ولم يناد بشئ كما نودي بالولاية.وعن سيدنا محمد الباقر عليه السلام: بني الإسلام على خمس: إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان، والولاية لنا أهل البيت، فجعل في أربع منها رخصة ولم يجعل في الولاية رخصة
وهذا - وغيره - يدل على ركنية الولاية في المذهب الإثنى عشري لدرجة أنه لا رخصة فيه ، رغم أن الكثير من الشيعة ومنهم السيد رحمة الله الجزائري يقول بأنه يعذر العامة بالجهل في الولاية ، رغم انه لا رخصة فيها .
ومما يدل على أن الولاية هي الركن الأساسي هذا الحديث أيضاً :
عن أبي جعفر عليه السلام قال: بني الإسلام على خمسة أشياء: على الصلاة والزكاة والحج والصوم والولاية، قال زرارة: فقلت: وأي شئ من ذلك أفضل؟ فقال: الولاية أفضل، لأنها مفتاحهن والوالي هو الدليل عليهن، قلت: ثم الذي يلي ذلك في الفضل؟ فقال: الصلاة إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: الصلاة عمود دينكم، قال: قلت: ثم الذي يليها في الفضل؟ قال: الزكاة لأنه قرنها بها وبدأ بالصلاة قبلها وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: الزكاة تذهب الذنوب.أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله عز وجل حق في ثوابه ولا كان من أهل الإيمان.
وربما أشجع عالم شيعي قرأت له في الموضوع هو محمد حسين آل كاشف الغطاء في كتابه (أصل الشيعة وأصولها) حيث يقول :
(... ولكن الشيعة الإمامية زادوا (ركناً خامساً) وهو الاعتقاد بالإمامة يعني أن يعتقد أن الإمامة منصب إلهي كالنبوّة ... )
فقد نسب الزيادة صراحة للشيعة الإمامية .
ونحن نعلم يقيناً أن الشيعة أيضاً يؤمنون بأهمية ركن الشهادتين ، فنستطيع أن نقول أننا وهم متفقون على ركنية الشهادتين والصلاة والزكاة والصوم والحج ، ومختلفون في الولاية .
فهاهنا أحببت أن أضع مقارنة بين أركان الإسلام المذكورة في الأحاديث الشيعية .
وجه المقارنة الأول :الذكر باللفظ :
أي توافق اللفظ الحديثي مع اللفظ القرآني في أركان الإسلام كونها الأمور الأساسية الجوهرية التي لا مناص عنها فهل في مذكورة في القرآن بذات اللفظ النبوي المنسوب للنبي وأهل بيته صلى الله عليه وأهل بيته ؟
فنجد عقلاً أنه لابد أن يتوفر ذكر الركن باللفظ ذاته وبالمعنى ذاته .
فإذا بحثنا عن الصلاة في القرآن فقد ذكرت عشرات المرات ونذكر أمثلة رائعة من الكتاب العزيز :
( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيره إلا على الخاشعين ) البقرة 45
( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيره إلا على الخاشعين ) النساء 101
( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) النساء 103
( وان أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون ) الأنعام 72
( والذين يمسكون بالكتاب وأقاموا الصلاة إنا لا نضيع اجر المصلحين ) الأعراف 170
( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) هود 114
( رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ) إبراهيم 40
( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقران الفجر إن قران الفجر كان مشهودا ) الإسراء 78
( وامر اهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى ) طه 132
هذه آيات من الكتاب العزيز ذكرت فيها الصلاة بنفس اللفظ الوارد في الحديث عند السنة والشيعة وكذلك بنفس المعنى النبوي
وإذا بحثنا في ركن الزكاة نجد أنها أيضاً ذكرت عشرات المرات بالمبنى والمعنى النبوي الحديثي وهذه مجرد أمثلة :
( وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ) البقرة 43
( وأقيموا الصلاة واتوا الزكاة وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله إن الله بما تعملون بصير ) البقرة 110
( لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما انزل إليك وما انزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الأخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما ) النساء 162
( قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون ) الأعراف 156
( فان تابوا وأقاموا الصلاة واتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون ) التوبة 11
( إنما يعمر مساجد الله من امن بالله واليوم الأخر وأقام الصلاة واتى الزكاة ولم يخش إلا الله فعسى أولئك أن يكونوا من المهتدين ) التوبة 18
( وجعلني مباركا أين ما كنت وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا ) مريم 31
( وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً ) مريم 55
( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة واتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبه الأمور ) الحج 41
( وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة واتين الزكاة واطعن الله ورسوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) الأحزاب 33
فهذه كذلك آيات محكمات من الكتاب العزيز يستند إليها الحديث الشريف فيقف شامخاً لأن سنده القرآن الذي لا يأتيه الباطل .
وإذا ذهبنا نبحث عن الصيام لوجدنا نفس الشيء وهذه أمثلة :
( يا أيها الذين امنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ) البقرة 183
( وان تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ) البقرة 184
( شهر رمضان الذي انزل فيه القران هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعده من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) البقرة 185
( ثم أتموا الصيام إلى الليل ولا تباشروهن وانتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون ) البقرة 187
( فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام ذلك كفاره أيمانكم إذا حلفتم وأحفظوا إيمانكم كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تشكرون ) المائدة 89
( إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات اعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما ) الأحزاب 35
فهذا توافق تام في المعنى والمبنى ، وإن بحثنا عن الحج نجد أنه مذكور في القرآن في مواضع عدة نذكر منها :
( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فان الله شاكر عليم ) البقرة 158
( يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بان تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى واتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون ) البقرة 189
( وأتموا الحج والعمرة لله فان أحصرتم فما استيسر من الهدي ولا تحلقوا رؤوسكم حتى يبلغ الهدي محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففديه من صيام أو صدقه أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعه إذا رجعتم تلك عشره كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب ) البقرة 196
( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ) البقرة 197
( فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فان الله غني عن العالمين ) آل عمران 97
( واذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق ) الحج 27
الآن نأتي لمحل الاختلاف وهو ركن الولاية ، نبحث في القرآن الكريم عن لفظة الولاية فنجها ذكرت بهذا اللفظ مرة واحدة فقط :
( هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابا وخير عقباً )الكهف 44
فالآية توافق المبنى اللفظي ولكن لا توافق المعنى وذلك قول كل المفسرين سنة وشيعة ، على سبيل المثال عند الشيعة قال الطوسي في تفسير التبيان الجامع لعلوم القرآن :
" وقوله { هنالك الولاية لله الحق } إخبار منه تعالى إن في ذلك الموضع الولاية بالنصرة والإعزاز لله (عز وجل) لا يملكها احد من العباد يعمل بالفساد فيها، كما قد مكن في الدنيا على طريق الاختيار، فيصح الجزاء في غيرها "
وقال الفيض الكاشاني في تفسير الصافي في تفسير كلام الله الوافي : " { الْوَلاَيَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ } النّصرة له وحده لا يقدر عليها غيره وقرىء بالكَسر أي السّلطان والملك وقرىء الحقّ بالرّفع صفة للولاية { هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً } أي لأوليائه وقرء عقباً بالسّكون " ... وهكذا ..
فلماذا نجد سهولة بالغة في الحصول على آيات عديدة تتحدث صراحة عن الصلاة والزكاة والحج والصوم ولا نجد أي آية فيها نص ( الولاية ) فهذا كبداية مخالف لطريقة ترتيب القرآن للأمور فالقرآن الكريم له طريقة معينة في التعامل مع أركان الإسلام ويذكرها بالتصريح لا بالتلميح ويكررها مرات ومرات ويربط فعلها بالثواب والهداية ويربط تركها بالعقاب والغواية .
وجه المقارنة الثاني :قطعية الدلالة :
القرآن كله قطعي الثبوت لا شك في حرف منه إلا ما كان عند بعض الشيعة من رمي القرآن بالتحريف ، ولكن الإجماع العام أنه كما هو محفوظ من كل تغيير بشري وهذا تصريح أغلب علماء الشيعة المعاصرين .
ولكن الآيات قد لا تكون قطعية الدلالة ، ونحن ذكرنا الآيات مسبقاً فلا داعي لإعادتها ولكن لو افترضنا أنه جاء مسلم وقال أنا لم أعد أصلي لأنني أعتقد أن الصلاة سنة وليست واجبة ، لأمكننا أن نثبت له وجوبها بسهولة من القرآن الكريم ، وكذا الزكاة والصوم والحج أم الولاية فإن الشيعة يعتمدوا أكثر اعتمادهم على الآية الكريمة :
(إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) المائدة 55
فالناظر إليها بتفسير الشيعة أن سيدنا علي رضي الله عنه دفع خاتمه زكاة لفقير وهو راكع يعرف بعدم قطعية النص .
فليس هناك مانع عقلي أن تكون الآية كذلك لكن أن تكون مفردة لوحدها وتذكر الولاية تلميحاً يحتاج لفك غموض فذلك يتناقض مع منطق القرآن ومع ركنية الولاية .
فضلاً على أن الآية لا تعطي معنى الولاية كما يفهمه الشيعة بل هو واسع غير مقيد .
وقد ذكرت كلمة (أولياء) في القرآن عشرات المرات بلا أن تدل على معنى الولاية عند الشيعة ولا حتى تقترب منه منها :
( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ) التوبة 71
( الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) البقرة257
( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ) آل عمران 175
( يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) المائدة 51
( أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء إنا اعتدنا جهنم للكافرين نزلا ) الكهف 102
وغيرها من الأمثلة الكثير ، وهنا نستغرب من عدم وجود نص قطعي الدلالة يعني لو قلته لأي مسلم يقر رغماً عنه ، فلو قال فاسق من الفاسقين إن الصلاة في القرآن معناها ولاية أبي بكر الصديق رضي الله عنه سنقول له إخسأ فإن القرآن يقف ضد تفسيرك الأعوج فالآيات توضح أن المقصود هو الصلاة التي نعرفها وعلى سبيل المثال فقط :
( فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) النساء 103
( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) هود 114
( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقران الفجر إن قران الفجر كان مشهودا ) الإسراء 78
فإن هذه الآيات الشريفات تدل دلالة واضحة على المعنى المتفق عليه .
كذلك في الزكاة والصوم والحج آيات محكمات قويات تفلق هام المبتدعة ، فلماذا لا يوجد ولا حتى ربع هذا في ( أرجى أركان الإسلام ) ألا وهو الولاية ؟
وجه المقارنة الثالث :إتفاق المفسرين :
فيجمع مفسري السنة والشيعة على معنى الصلاة والزكاة والحج والصوم في القرآن فلا يزعم أحد أن الصلاة معناها صلة أهل البيت ولا يقول أحد أن الزكاة هي خلافة الفاروق سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ولو أستعرضنا تفاسير علماء السنة والشيعة في هذا الصدد لما أنتهينا وكلها ولله الحمد إتفاق على المعنى القرآني للأركان الأربعة التي عليها مدار الإسلام وهو المعنى الموافق للمعنى الحديثي .
أما آية الولاية فلا يوجد إجماع سني شيعي على معناها وعلى سبب نزولها والأدلة في ذلك كثير جدا لو استعرض أي أحد تفسير أهل السنة لآية الولاية .
ولكن وجب التنبيه إلى أنه حتى لو ثبت ثبوتاً قاطعاً أن الآية نزلت في سيدنا علي رضي الله عنه وأنه ولي المؤمنين فهذا لا يثبت النظرة الشيعية أبداً في كونه خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ولا يثبت ولاية أحد من أهل البيت بعده ، ولو كان هو رضي الله عنه المقصود بالآية قطعاً ، لما غير ذلك من المذهب السني شيء فنحن نؤمن بولايته حتى بدون الآية فقد قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ( من كنت مولاه فعلي مولاه ) أو كما قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، ولكن معنى الولاية حسب النظرة الشيعية غير متحقق في النصوص التي يستدلون بها وغير متفق عليه ، ويقول الشيعة أن أحدايثنا وقع فيها الكثير الكثير من الكذب ويقول السنة والشيعة أن الأحاديث الشيعية وقع فيها الكثير الكثير من الكذب ، إذن بيننا وبينكم الثقل الأكبر نبدأ به فهو القاطع المانع الذي لا يدع شبهة خصوصاً وأن المسألة في الأصول (أركان الإسلام) ، فلو كانت أقلية إسلامية تنكر ركن الصلاة أو الزكاة أو الصوم أو الحج لأمكننا سنة وشيعة أن نثبت لهم من القرآن الكريم فلا يدعها بعد ذلك إلا مكابر ، أما إذا جئنا لركن الولاية فهي أضعف من الأركان الأربعة المتفق عليها مما يظهر الموقف الإلهي من هذا الموضوع .
وجه المقارنة الرابع :فهم العربي الغير مسلم للنص :
وهذه مقارنة مفيدة ولطيفة فإننا لو أتينا بعربي بليغ فصيح يعرف العربية الفصحى بطلاقة ولكنه غير مسلم ، مسيحي مثلاً ، وقرأ القرآن كله بل وحفظه عن ظهر قلب ثم سألناه من هو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قال : علي ..
ولو عرضنا عليه نص آية الولاية وقلنا له أشرحها لشرحها دون تطرق للنظرة الشيعية .
وبالمقارنة لو عرضنا عليه آيات الصلاة والزكاة والحج والصيام لما كانت لديه أي مشكلة في شرحها شرحاً يقترب من شرح المسلمين سنة وشيعة .
وجه المقارنة الخامس :تفاصيل من الركن :
حيث يورد القرآن الكريم تفاصيل من كل ركن ، مثل ذكر أوقات الصلاة وذكر صفة صلاة الخوف وذكر السجود والركوع المختص بالصلاة ، كما يتحدث عن مصارف الزكاة وكذلك يتحدث القرآن عن وقت الصيام (شهر رمضان) ووقت الإمساك وتفاصيل الأكل والشرب والجماع في رمضان ويتحدث عن وجهة الحج ( البيت الحرام ) وبعض من تفاصيل السعي والهدي ومحرمات الإحرام كالصيد .
أما فيما يتعلق بالولاية فلا نشم رائحة الأسلوب الرباني في أركان الإسلام .
فالشيعة يقولوا أن سيدنا علي رضي الله عنه ومن بعده سيدنا الحسن ومن بعده سيدنا الحسين ومن بعده تسعة من ولد سيدنا الحسين رضي الله عنهم أجمعين خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم بالنص الصريح القاطع ، وأن المنكر لإمامتهم داخل في دائرة الكفر والعياذ بالله ، إذن الموضوع خطير ولكنه .. غير مذكور في القرآن !
وقد ذكر الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة صـ 413 :
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت والأئمة من ولدك بعدي حجج الله عز وجل على خلقه ، وأعلامه في بريته ، من أنكر واحدا منكم فقد أنكرني ، ومن عصى واحدا منكم فقد عصاني ، ومن جفا واحدا منكم فقد جفاني ، ومن وصلكم فقد وصلني ومن أطاعكم فقد أطاعني ، ومن والاكم فقد والاني ، ومن عاداكم فقد عاداني لأنكم مني ، خلقتم من طينتي وأنا منكم.(1)
وهذا غيض من فيض حول الولاية ، وأن لكل زمان إمام ، رغم أنه قبل رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم لم يكن هناك إمام ، بل يصرح القرآن بذلك في قول الله عز وجل { يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَىٰ فَتْرَةٍ مِّنَ ٱلرُّسُلِ أَن تَقُولُواْ مَا جَآءَنَا مِن بَشِيرٍ وَلاَ نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } المائدة 19 ، قال القمي في تفسيره : قال علي عليه السلام انقطاع من الرسل .
فهذا كله وغيره من تفاصيل الولاية غير مذكورة في القرآن الكريم أبداً فلم وهي أرجى أركان الدين ؟
إني أعلم يقيناً أنه لو كانت الولاية ركناً من أركان الإسلام لاستطاع أي أحد أن يثبتها لي من القرآن بسهولة بالغة .
كلمة أخيرة :
قال الله عز وجل في الآية الثالثة من سورة المائدة : { ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلإِسْلٰمَ دِيناً فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }
فبحسب النظرة الشيعية للدين فإن أركانه لم تتم أبداً إلى اليوم ، وهذ مخالف لصريح الآية وغيرها من الآيات الكريمات (2) بل ومخالف لمجريات التاريخ والوقائع . (3)
-محمد-
https://www.facebook.com/Mosle
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire