ِChefik Gahbiche
حدثني عن اللغة العربية :
قرر السيد وزير الشباب و الرياضة للبلاد التونسية هذه الأيام فتح الموقع في الفايسبوك باللغة الدارجة . ما رأيك.؟
هذه هي السموم التي يتلقاها التلميذ في برنامج السابعة اساسي ... الحجاب سجن و عتمة |
إن من أسباب تماسك الأمّة الإسلامية اللغة . لقد اختار الله عز و جل العربية كلغة تواصل بين الناس نزلت على قلب حبيبنا محمّد .
" الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم الى ذكرالله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء و من يظلل الله فما له من هاد"
" و لقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل لعلهم يعقلون قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يعقلون"
فكل مستعمر يدخل على بلد ليريد من النيل منها الا و شتت لغتها و ادخل اللهجات الدارجة فيها, كي يسهل عليه فرض لغته و طمس هوية الأهالي أصحاب الأرض. وقد استعملت هذه الخطة في المغرب العربي أيام الإستعمار الفرنسي حيث فرض تدرس الفرنسية في المدارس الإبتدائية مصحوبة بتدريس اللغة الدارجة . أمّا العربية فلا تدرس الا في الكتاتيب و الجوامع . و قد كان جامع الزيتونة المعمور حصنا منيعا للتصدي لهذه الخطة الخبيثة لطمس الهوية العربية الإسلامية طوال سنين عدة بفضل إخلاص و جهاد مشايخنا رحمهم الله جميعا , و الذين بفضلهم لا زلنا نتكلم و نكتب العربية اليوم.
فاللغة هي التي قسمت الإمبراطورية الرومانية سابقا حيث كان الشطر الشرقي من البحر الأبيض المتوسط يتكلم اليونانية و الشق الغربي اللاتينية فإنقسمت الى دولة بيزنطية و رومانية .
و اللغة هي سبب إنقسام بلجيكا الحديثة بين والون و فلامون . حتى انّها عجزت على تكوين حكومة بسبب هذا الإنقسام.
و اللغة هي سبب الإنقسام في بريطانية و إيرلندة حيث أن لا أحد يريد تكلم لغة الآخر.
ومن بين الشروط التي فرضت على المقبور كمال أتاتورك بعد إنهيار الدولة العثمانية هو العلمانية و التخلي على الحروف العربية.
و من بين الشروط التي فرضت على بورقيبة لنيل الدعم الصهيوني ضد فرنسا و الحصول على الإستقلال هو غلق جامع الزيتونة و تحرير المرأة. و قد كلف العلماني محمود المسعدي وزير التربية آنذاك غلق جامع الزيتونة المعمور و كف نشاطه التعليمي بعد قرون من التدريس.
فهذا السلاح المفكك للأمم هو الذي تستعمله اليوم القبيلة الصهيونية لتفكيك و تمزيق الأمة الإسلامية بإبعادها عن لغتها الأم : العربية . و إفشاء اللهجات الدارجة و اللغات الهجينة .
إنّ من بين شروط الحصول على تأشيرة القنوات التلفزية و الإذاعية الخاصة و إعطائها الدعم المادي من قبل القبيلة الصهيونية هو عدم إستعمالها اللغة العربية و استبدالها باللغة الدارجة و إفشاء الثقافة العلمانية في برامجها و الابتعاد عن الإسلام . ولكم المثل الأعلى في بلادنا في قناة نسمة و حنبعل و في إذاعات موزاييك و جوهرة أف أم و إذاعة شمس ... و قد تفشى هذا الداء رويدا رويدا في القطاع السمعي البصري القومي... و القادم أدهى و أمر.
إن اللغة العربية قد برهنت عن قدرتها على امتداد عصور و آلاف الأجيال أنّها لغة علمية و فنية و أدبية لم تنازعها أي لغة أخرى . لأنّها لغة بارك فيها الله ومدحها رب العزة في كثير من الآيات القرآنية و اختارها دون غيرها ليخاطب بها البشر الى أن يرث الله الأرض و من عليها.
تفتح قاموس الترجمة فتفاجؤ و تنبهر بكثافة المفردات العربية المقترحة للكلمة الواحدة مقارنة مع اللغة الأخرى المترجم اليها.
واللغة العربية هي لغة حية و ككل كائن حي فهناك مفردات تضمحل لتعوّضها مفردات متعددة أخرى جديدة تواكب العصر لتصف الأشياء و الأجهزة المكتشفة و المصنوعة بدقة فائقة .
إن المحافظة على هويتنا العربية الإسلامية و الذود عنها هي واجب على كل مسلم و مسلمة فهوتنا عربية إسلامية وليست علمانية مثلما هو الشأن في أروبا أو أمريكا... و مثلما يحافظ العلماني على علمانيته في بلاده بتصديه للحجاب في المدارس و منع بناء المساجد و المحافظة على لغته ... يدافع العربي المسلم على هويته العربية الإسلامية ...
يجب أن يعلم الجميع أنه لا يمكن إجتياز أي إمتحان و لا الدخول إلى أي جامعة أو مدرسة عليا في أروبا أو أمريكا إذا لم يتقن الطالب لغة البلاد إتقانا جيدا. كما تمنع المراسلة الإيدارية بغير لغة البلاد.
في حين يكون التهجم على اللغة في البلاد العربية تهجما علانيا مبرمجا يتم بوسائل عديدة:
أولها التدريس في الأقسام الصغرى.
فقد تعجبت حينما إكتشفت صعوبة النصوص العربية الغريبة أو تدريس العروض للتلامذ في السنوات الأولى من التعليم. عوض أن يتناول البرنامج نصوصا سهلة تحبب التلميذ في التعلق بلغته ، يقدم للتلميذ لغة صعبة معقدة تنفره من دراسة لغته الأم . مقابل ذلك تقدّم إليه اللغات الأجنبية كلغة المستقبل الزاهر الوضاء ... فتقام لها الدروس الخاصة و المنتديات.
يتم التعامل باللغة الفرنسية في الأماكن العمومية و الإدارية في الدول المغاربية او الإنقليزية في الدول العربية الأخرى ....
أما اللافتات الإشهارية فحدث و لا حرج, فتغزوا شوارعنا و بيوتنا و محيطنا لغة هجينة لا عربية ولا فرنسية ولا دارجة .. في أسوء ما يكون حالها الى درجة أنّها تصبح غير مفهومة لغرابتها و قبحها .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire