mercredi 31 août 2011

بتخطيط وتمويل أجنبي العمل على اعتماد الأمازيغية كلغة رسمية بتونس

ثورة الفساد

في نفس الموضوع و ردا على هذا المقال حدثني عن اللغة العربية






______________________________________________________


تفاجأ التونسيون قبل أيام بنبإ غريب حول اختيار التونسية خديجة بن سعيدان كنائبة لرئيس اتحاد شعوب شمال إفريقيا بعد مؤتمر عقد بطنجة. لمعرفة مدلولات الخبر علينا العودة قليلا الى الوراء.

فالمواطنون العاديون الذين اندهشوا من نقاشات أعضاء الهيئة العليا للثورة حول مقومات هوية البلاد كانوا لا يعلمون أن من بين أعضاء تلك الهيئة من نادى بضرورة عدم الاشارة الى اللغة العربية كلغة رسمية للبلاد. تصرف الكتلة الفرنكوعلمانية داخل الهيئة ضد الهوية العربية الاسلامية جاء في الحقيقة منسجما مع اهداف خفية ومريبة تتجاوز اطار التحضير للمجلس التاسيسي وتعبر عن ارادات مشبوهة نكشف اليوم عنها للمرة الاولى.
لاحظ البعض دون اكتراث الجهد المحموم الذي عرفه نشاط بعض الأطراف الداعية الى حماية الثقافة البربرية بتونس وذلك بعد الثورة مباشرة حيث تاسست الجمعيات وانعقدت الاجتماعات بل وتظاهر العشرات في العاصمة وفي جربة والجنوب وتاسست مواقع ومدونات وكثرت سفرات البعض مدفوعة الاجر الى فرنسا والمغرب والجزائر وتم خياطة عشرات الأعلام الغريبة التي ترفع عوضا عن العلم التونسي وسط صمت مريب من السلطات والإعلام.

نبدأ من البداية. في سنة 1995يؤسس بلقاسم لوناس المؤتمر الامازيغي العالمي على وزن المؤتمر اليهودي العالمي الذي أفضى الى تأسيس اسرائيل ويدعو الى تحرير البربر من الاستعمار العربي ومن العنصرية العربية فتتلقفه مؤسسات يهودية باوروبا بالدعم والمساندة والاشهار.

يبدأ هدا المؤتمر المشبوه في تحركات ضخمة شملت كل الأحزاب الاوروبية من اليمين الى اليسار واحزاب الخضر والجمعيات الثقافية الغربية ووسائل الاعلام للتعريف بقضية الاستعمار العربي للامازيغ. هدا التحرك رعته ماليا وسياسيا احزاب وتكتلات مالية صهيونية خاضعة بالكامل للوبيات الماسونية واليهودية. انتج هدا التحرك الكبير اعتراف اغلب الحساسيات السياسية الاوروبية بما سمي بالقضية الامازيغية فأنشئت اذاعات خاصة بكل المدن الاوروبية وطبعت الصحف والمجلات واحدثت اقسام تدرس البربرية بالمدارس الفرنسية خاصة.

بداية من 2007 يحدث المنعرج الخطير فيما يسمى بالقضية الامازيغية عندما تدخل الولايات المتحدة على الخط. حيث عمل صقور اليمين المتصهين في عهد جورج بوش الابن الى سن -او في الحقيقة تفعيل - قانون خاص لحماية الاقليات في العالم وكان الداعم الاساسي خلف هدا القانون اللوبي الاسرائيلي والاستخبارات الامريكية والاسرائيلية. فبدات حملة مروعة على مصر بهدف حماية الاقباط من المسلمين واخرى ضد السودان بهدف حماية الزنوج الافارقة في جنوب البلاد ودارفور وحملة ثالثة من اجل حماية البهائيين –اقلية دينية اسستها المخابرات البريطانية في الهند- في ايران ورابعة حول حقوق المسيحيين في لبنان و وخامسة حول العبودية في اوساط الزنوج بموريتانيا وسادسة حول الاسماعيلية في السعودية. في نفس السنة يتصل ممثلو الكنغرس بالمؤتمر الامازيغي العالمي بواسطة يهود تونسيين ومغاربة ويطلب منه معطيات احصائية حول وضع البربر بالمغرب العربي.

سنة 2008 يصدر الكونغرس الامريكي قانون حول حماية الاقلية الامازيغية. تضمن القانون توصيات صارمة للخارجية الامريكية بالضغط على الحلفاء في دول المغرب العربي من اجل احترام الهوية الامازيغية وعدم ملاحقة زعماء القضية البربرية الذين ينادون بانهاء /الاستعمار العربي/ . يحتوي القانون ملاحق سرية حرص البعض على اخفائها ولكن تتكشف اليوم في خضم صراعات داخلية على زعامة الحركة البربرية.

في ربيع 2009 بجينيف وبالتحديد اثناء الدورة العادية فيفري/مارس للجنة حماية الاقليات العرقية ومقاومة التمييز العنصري التابعة لهيئة الامم المتحدة لحقوق الانسان بجينيف يحدث ما لم يتوقعه احد. اذ بجميع توصيات لوائح الكنغرس الامريكي يتم تبنيها بالتفصيل من قبل اللجنة الأممية. للعلم تلك اللجنة مسيرة بالكامل من قبل خبراء هم بدورهم اعضاء في جمعيات دولية مرتبطة باللوبي الصهيوني ومخترقة بالكامل من الغرب الدي يثير مسالة الاقليات العرقية في وجه كل نظام سياسي يقف امام مصالحهم. في تقرير لجنة جينيف حول تونس تمت الاشارة الى ان النظام التونسي-نظام بن علي- لا يحترم الاقلية الامازيغية ويحرمها من كل الحقوق الثقافية واللغوية. وكانت التوصيات صارمة بخصوص تطبيق المعاهدات الدولية في هدا المجال والا سيتم اعتبار تونس على انها دولة تنتهك القانون الدولي وسيتم حينها تدويل المسالة. نفس الامر كان موجها لكل من الجزائر والمغرب.

وفعلا لم تتأخر الانعكاسات على ارض الواقع فسمحت الجزائر بقيام جامعة امازيغية واعتبرت المغرب اللغة البربرية لغة رسمية الى جانب العربية.
نعود الان الى توصيات الكنغرس حول تونس بشقيها السري والعلني لانها في الحقيقة هي مصدر توصيات الامم المتحدة. حيث اعتبر التقرير الامريكي ان الامازيغ يكونون اقلية كاملة الخصائص. الخطير ان التقرير احتوى خرائط دقيقة جدا عن اماكن انتشار القرى البربرية في ولايات مدنين وتطاوين وقابس بل تم التعرض الى قرى بربرية بقفصة والشمال الغربي قيل انها تعربت بالقوة.

التوصيات تتضمن اجبار النظام التونسي على الاعتراف بالامازيغ كاقلية عرقية وثقافية ودينية وعلى التصرف وفق هدا الاعتراف. تتضمن الخطة الامريكية الخمسية – من 2008 الى 2013 - تكثيف الضغط على تونس وتمويل جمعيات واندية ومراكز بحث ووسائل اعلام وجامعات ومؤتمرات تونسية كخطوة اولى لشراء مواقفها او على الاقل ضمان صمتها وتواطئها على القادم من القرارات التي توجب على تونس مبدا اقرار الامازيغية كلغة ثانية مطلع 2013 -ستكون لغة رسمية في مناطق تواجد البربر- وبناء مدارس تعتمد تلك اللغة والسماح ببث اذاعي امازيغي ونشر صحيفة على الاقل وانتاج برامج تلفزية على قناة نسمة التي لم ينتبه البعض الى انها لا تحمل كلمة عربي عند الاشارة الى شعارها /نسمة قناة المغرب الكبير/ والتي ضمن ممولها طارق بن عمار لممثلي المؤتمر الامازيغي العالمي وللوبي اليهودي واليميني المتصهين السماح بساعتين اسبوعيا في مرحلة اولى ثم يوميا في مرحلة ثانية مطلع 2012 الى ان يصبح هناك ستوديو خاص بانتاج البرامج الامازيغية كامل اليوم مقابل مساعدات مالية وتسهيلات في قروض. 

اضافة الى الاعلام والتربية تقرر تشجيع جمعيات ومنظمات تهتم بالشان الاجتماعي والثقافي والاقتصادي. وفي خصوص الجامعات التونسية تقرر فرض انشاء مراكز خاصة في اقسام التاريخ والاثار وعلم الاجتماع وعلم السكان والجغرافيا تهتم بالامازيغ تاريخا وحضارة وثقافة. يختار الاساتذة من بين اصيلي المناطق المعنية للاشراف على تلك المراكز ويمكنون من زيارات دورية الى الخارج للاتصال بممثلي المؤتمر الامازيغي العالمي وبالمانحين الاجانب الاوروبيين والامريكان.

لا بد من الاشارة الى ان المؤسسات الاسرائيلية من اصل تونسي ومغربي هي التي تبنت ومند الثمانينات قضية البربر لمقاومة المد العروبي والاسلامي ولاحداث الفتنة الداخلية. وتم تمرير المقولة المنتشرة حاليا وهو ان اليهود مثل الامازيغ عانوا التشتت والاضطهاد من طرف المستعمرين والشعوب الاخرى لدلك فان ما يجمع الشعبين اكثر مما يفرقهما. وتكفي الاشارة الى ان اغلب الطلبة الامازيغ اصيلي جزيرة جربة الذين يمكنون من منحة للدراسة بفرنسا هم منتفعون من برامج خيرية يشرف عليها يهود تونسيون مقيمون بفرنسا. 

ولا غريب اذا في ان كل الاكاديميين الامازيغ الدين يعملون في جامعات تونس ينتمون جميعهم الى التيار اليساري والفرنكفوني والبعض منهم موجود في الهيئة العليا للثورة. ولا يستطيع احد من الامازيغ المنضوين تحت راية المؤتمر العالمي للامازيغ ان ينطق ببنة شفة حول جرائم اسرائيل في فلسطين المحتلة او جرائم امريكا في العراق. وفي المجال الديني تم اعتبار ان الامازيغ لا يتمتعون بحريات دينية كافية لانهم لا يمكنون من تلقي تعلم ديني اكاديمي يتناسب مع مذهبهم الاباضي المخالف للمذهب المالكي. واذا كانت سلطنة عمان تتعهد في السابق بتوزيع عشرات المنح على الطلبة التونسيين من ذوي المذهب الاباضي لتلقي العلوم الشرعية بمسقط في كلية الشريعة العمانية فان النية تتجه الى احداث مركز ديني بتمويل عماني لتكوين ائمة ووعاظ وطلبة العلوم الشرعية في المذهب الاباضي يكون مقره بجزيرة جربة الى جانب مطبعة تتعهد بطباعة امهات الكتب المخطوطة التي كانت المطابع التونسية ترفض طباعتها.

السؤال المطروح هو هل تستطيع اية حكومة قادمة ان تتحدى المخططات الصهيوفرنكفونية ام انها وامام الاغراءات المالية ستتواطأ مع المتامرين؟ وهل يقف ابناء النخبة المثقفة العروبية الاسلامية في وجه تلك المخططات؟

خبر يتحدث عن الندوة التي عقدتها خديجة بن سعيدان 

----------
وقع تحوير العنوان كما كان بالمقال الأصلي، كما وقع التصرف الطفيف في المحتوى
محرر موقع بوابتي

نشر المقال اولا بصفحة أخبار تونسية_Infos de Tunisie 

في نفس الموضوع و ردا على هذا المقال


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire