jeudi 18 août 2011

حدثني عن السفاح بن علي و عصابة اللصوص الطرابلسية:



ِChefik Gahbiche

حدثني عن السفاح بن علي و عصابة اللصوص الطرابلسية:

إن ما فعله بن علي من سفك دماء الأبرياء أثناء الثورة و قبلها هو غني عن التعريف. 

كما أن السياسة القمعية التي إتخذها تجاه الإسلاميين طيلة أيام حكمه تبقى نقطة سوداء عالقة في تاريخ بلادنا الى الأبد .
و لكن قبل أن أبدأ في الكلام عن هذا الموضوع أريد أن أذكر بعض المعلومات الهامّة:
تونس بلد صغير فقير ليس له مواراد طبيعية بترولية كأغلب البلدان العربية , كما أن الموارد الفلاحية و الصناعية هي موارد متواضعة . كانت حالة البلاد بعد خروج المستعمر الفرنسي تعيسة جدا. حيث أنّها كانت تفتقر لكل الحاجيات الأساسية و كانت البنية التحتية للبلاد تكاد تكون منعدمة زيادة على إنتشار الفقر و الجهل بين السكان .
ولكن سرعان ما تكتلت العزائم و بدأ المواطنون الأحرار في بناء بلادهم المستقل : فتكوّنت أركان الدولة بأمنها و جيشها و مختلف وزاراتها . و تطوّرت الإدارة بصفة سريعة و بانضباط مثالي في جميع المجالات متخذة بذلك المنوال الفرنسي الذي بقيت بعض ذيوله راسخة في كثير الميادين .
كما أنّ الرئيس الحبيب بورقيبة كان بقطع النظر عن مساوي علمانيته و ولائه للغرب, إلا أنّه كان رجلا مثقّفا جدا, يتقن العربية و الفرنسية , و هو محام
 و صحافي , و رجل سياسة عبقري ,   يحب العلم و العلماء . جعل تطوير التعليم و بناء المدارس و المعاهد و الجامعات من أولويات الدولة الحديثة. فكانت مجانية التعليم و إنتشار المدارس بمختلف مستوياتها في جميع الجهات و إرتفاع مستوى التعليم عنصرا أساسيا لتطور البلاد بالرّغم من الإمكانيات المادية المحدودة .

فإنبعثت المصانع و بنيت المطارات و الطرقات و شهد القطاع الصحي تطورا سريعا فبنيت المستشفيات الجهوية و المستوصفات , و تطور القطاع البنكي و التجاري ...كل هذه القطاعات تعمل بإطارات تونسية متكوّنة في المدارس و الجامعات الحديثة . و هي ملك الشعب .
أصبحت تونس,  البلد الصغير عديم الموارد الطبيعية,   دولة محترمة مهابة بين الدول....
  هكذا بنيت تونس إذا  . ‘ حجرة , حجرة ... بإمكانيات متواضعة . ثمرة جيلين كاملين  . و كل ما 
فيها من خيرات هو  ملك التوانسة .

إلى أن جاء السفاح بن علي و زوجته وعصابة الطرابلسية و من لف لفهم .

بخلاف الحبيب بورقيبة , بن علي هو رجل يكاد يكون أمّيا , مستواه التعليمي ثالثة ثانوي لا غير . أبوه سكير لا يصحوا أبدا , أمّه خادمة , و كلاهما أمّيان .  جندي بسيط ساذج لم يتلقى مكارم الأخلاق و لا معالم الفضيلة من أحد.
لم تطأ أقدامه مسجدا ولا مصلى و مجلس علم .   جميع أفراد عائلته منغمسون في تجارة الخمور و المخدرات.
عاش طيلة حياته عاصيا لله , سكيرا, زانيا . حاقدا على الإسلام و المسلمين .و العلماء و المثقفين .... خائنا لبلاده عميلا للأمريكان.
1.    تمثل تونس استثناء في الدبلوماسية الأمريكية حيث بخلاف جميع البلدان الأخرى  أنها لا تخضع الى وزارة الخارجية . فتونس جزء من الأمن الأمريكي .
2.    توجد قاعدة للحلف الأطلسي في تونس
3.    يرسو الأسطول السادس في تونس
4.    عندما عين الرئيس المخلوع سفيرا في بولونيا عام 80 /1981  كان قرارا غريبا غير طبيعيا . بعد ذلك تبين في الوثائق الأمريكية أنه أرسل حتى يكون عين الولايات المتحدة أناء الثورة التي قام بها ليش فاليزا سوليدارنوس.

تزوج السفاح بن علي من عشيقته ليلى بعد أن أنجبت له إبنته الكبرى في الحرام ,أجبرت على ولادتها خارج البلاد في بلجيكا تفاديا للفضيحة.
دخلت ليلى و أخواتها على الإدارة و دواليب الدولة التونسية مثلما يدخل الباكتيريوفاج على البكتيريا و هشمّت أواصرها مثلما  يدخل الفيل في دكان زجاج .

كيف حصل ذلك ؟
من بين الأساليب الجديدة التي اتخذتها القبيلة الصهيونية لإستعمار الدول و نهب خيراتها : الخوصصة .
خوصصة القطاعات العمومية لجميع البلدان . مقابل ذلك تحصل البلدان التى قامت بتطبيق هذا البرنامج القبلي على تسهيلات شتى في مختلف الميادين من بينها، إعانات أمنية و عسكرية وغذائية و قروض بنكية من البنك الدولي و غيره.  

إنّ إجبار الدول على خوصصت قطاعاتها القومية الحيوية  كالبنوك والنقل و معامل الإسمنت و الماء الصالح للشراب و الطاقة و الكهرباء و الصحة و المواصلات .... يجعل هذه القطاعات سلعة يمكن شراءها من قبل شركات أجنبية المنتسبة للقبيلة الصهيونية .

والجميع يعلم أن المالك الجديد للمؤسسة  الذي أصبح يدفع أجور العمال هو الوحيد الذي يحكم . فشراء المؤسسات التونسية القومية و الخاصة من قبل الشركات الأجنبية يجعلها هي الوحيدة الحاكمة .
 و يصبح التونسي غريبا في بلاده يحكمه الأجنبي .

ماذا جرى مع الطرابلسية ؟ دخلت تونس كسائر الدول في برنامج القبلي للخوصصة ...و بيعت المؤسسات القومية و الخاصة الواحدة تلوى الأخرى... و عوض أن يعود المال لتحسين حالت المجموعة و تحسين البنية التحتية للجهات الداخلية المحرومة؟.... قبض الطرابلسية الأموال و بذروها و قلَبوها الى أملاك و شركات شخصيّة و حولوا معظمها إلى بنوك أجنبية و أنفقوها في مشاريع و شراء شقق فاخر في دبي و في العواصم الغربية .
و أهدرت أموال الشعب في شراء أشياء تافهة كالسيارات الفاخرة و الطائرات الشخصية و بواخر النزهة ...

دخلت تونس في عهد بن علي في فوضى مكتبية و إدارية و قضائية و أمنية لم تشهد لها مثيل حيث أنّه أصبح هناك حكومتين :
-       الحكومة الرسمية المعلنة التي تقلّص نفوذها شيأ فشيأ  تطبق "سياسة أخطى رأسي و أضرب"     و     "كلمة لا ما تجيب بلاء",
-        و حكومة المافيا الطرابلسية  سياستها :" تطبق ما أقول لك . فإن عصيت , إن كنت تدير مشروعا خاصا نرسل لك تفقدية الضرائب لتبرمج  إفلاسك .....وإن كنت أجيرا نعزلك" ...
  هذه هي الحقيقة المرة التي تروي لنا بيع بلادنا و ترويع و تجويع أهلها من قبل السفاح بن علي و زوجته الحلاقة  الفاسدة الجائعة السحارة . لا قانون و لا إدارة وإنّما النهب والإرتجال .في كل الميادين الحياتية .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire