samedi 1 octobre 2011

لينا بن مهني:




بقلم خالد كحولي هذا المقال ابتعدت فيه عن الاسلوب التقريري واردته استفهاميا بامتياز حتى نبتعد فيه عن الاتهام والثرثرة المجانية. هل يحق لنا اليوم ، بعد كل الذي جرى وعشناه، ان نتساءل ، معرفيا وسياسيا وتاريخيا واستراتيجيا وسوسيولوجيا، عن ظاهرة لينا كمدونة يعرّفها البعض على انها مفجّرة الثورة التونسية؟ لنشرع اذن في طرح اسئلتنا المشروعة التي لم نرها في صحافتنا لا المكتوبة ولا الرقمية ولا المسموعة. الانسة لينا تقول انها شرعت في نضالها ضد الطاغية منذ 2006 اي سنة تخرجها.
 كيف لنظام قمعي بوليسي يسمح بانتداب استاذة مساعدة للتعليم العالي لتدريس اللسانيات بقسم الانقليزية بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس؟
 هل يمكن للبوليس السياسي ان يجهل بامرها و يرتكب هفوة فادحة كهذه؟
 تدخل للتدريس بالجامعة وعمرها 26 سنة في حين لدينا العشرات من الدكاترة المعطّلين ناهيك عمن هم في سن الاربعين ولم يتمكنوا من التدريس في المعاهد الثانوية فهل كل هذا حظ وتفوق علمي ونبوغ اكاديمي؟
 ثم لنمر الى الرصيد النضالي. كيف عرفنا لينا بن مهني؟
 اليس عبر المواقع والوسائل الاعلامية الاجنبية؟
 الم تكن ساحات النضال خلال ايام الثورة تزخر بالمدونين الميدانيين في كل الولايات وكانت لينا نفسها تاخذ عنهم الاخبار والصور والفيديوات ؟
 لماذا اشتهرت هي او لنقل تم إشهارها والتعمية عن الاسماء المحلية في الجهات الذين زودونا بالخبار اولا باول ومن مصادرها؟ 
ذهبت لينا الى الرقاب والى سيدي بوزيد ولكن هل رات كل الاحداث هناك وهل رات احداث تالة ومنزل بوزيان والقصرين ؟
 اليس هناك من مدونين مغمورين اخرين ؟ اين هم الان اعلاميا؟ طمست اسماؤهم وعتّمت مواقعهم و نسيت مدوناتهم؟ لم؟
 ثم لنفحص واقعيا وموضوعيا هذا الرصيد النضالي ذي الخمس سنوات.
هل سجنت في زنزانات النظام؟ هل عذّبت يوما؟ هل طردت من عملها؟ هل حوكمت في المحاكم الصورية؟ هل دخلت دهاليز الداخلية؟ هل جلست في مكاتب الجلادين؟ هل منعت من السفر وهي التي تغير جواز سفرها اكثر من مرة لامتلاء اوراقه من كثرة الرحلات؟ هل حورب ابوها في عمله او عائلتها كما تفعل مصالح بن علي في العهد النوفمبري التعيس مع أسر المناضلين؟ هل تعرضت للاقامة الجبرية ؟ هل غلق مدونة هي قمة النضال ؟ هل نقارنها بمن ماتوا تحت التعذيب وقتلوا وحوصروا وسجنوا عشرات السنين ومنعوا من الدواء والتنقل والسفر؟ هل يستويان مثلا؟
 هل افتكاك حاسوب بالقوة من علامات التضحية والفداء ؟ ماذا يساوي هذا امام افتكاك الارزاق وغلق المحلات ومحاصرة عائلات باكملها ؟
 ثم لنمر الى اسئلة اكثر احراجا. انتميت في 2008 الى مدونة اصوات عالمية على النت (غلوبال فويس اون لاين ) عن طريق التونسي الهولندي سامي بن غربية. هذا الموقع الذي كلفت فيه الانسةلينا بنقل اخبار تونس يقوم بترجمة تلك الاخبار الى 20 لغة عالمية. كيف يمكن لموقع ان ينظم ملتقيات في الخارج ويستدعي مدونين بالعشرات ويغطي تذاكر سفرهم ومعلوم اقامتهم بالفنادق الفخمة وليست له اية مداخيل تذكر؟
 لمعرفة الاجابة وجدنا ان موقع صفحات عالمية يرعاه مركز بيركمان للانترنات والمجتمع الامريكي المشهور.
 ومن يموّل مركز بيركمان للانترنات؟ الحكومة الفيدرالية الامريكية باكثر من 1.5 مليون دولار سنويا. اذن عندما تسافر الانسة لينا الى كل بقاع الارض لتحاضر وتسهم في اشغال الندوات والملتقيات كملتقي بيروت للمدونين العرب عليها ان تتساءل : من يدفع لها تذكرة الطائرة ومعلوم الاقامة؟ اليس مركز بيركمان ومن ورائه الحكومة الامريكية؟
 نمر الى اسئلة اكثر احراجا. كيف تتحصل التونسية لينا على منحة فولبرايت بروغرام من الحكومة الامريكية في 2008؟
الا نعلم ان برنامج منح فولبرايت مخترق بالكامل من السي اي اي ؟
 الم تعمل وكالة الاستخبارات هذه وعبر سنين من خلال برنامج هذه المنحة على تجنيد عشرات العملاء الذين ذكرت اسماؤهم بعد سنوات من تجنيدهم في اوروربا الشرقية والفلبين وكوريا الجنوبية وامريكا اللاتينية والقوقاز ؟ اذن كان بنامج اسناد تلك المنح بريء لماذا تعمد حكومة دولة حليفة لواشنطن كفرنسا مثلا الى مراقبة كل الطلبة الفرنسيين -عبر الـ دي اس تي جهاز سلامة امن الدولة الفرنسي لمحاربة الجوسسة- المنتفعين بمنحة فولبرايت؟
 كل من يشكك في هذا فلينقر على محول قوقل بالفرنسية على فولبرايت بروغرام و الـ سي أي إي ولينظر بنفسه عدد التقارير المخيفة عن الذين تم تجنيدهم من كل دول العالم لخدمة المصالح الامريكية في بلادهم. ثم نتجاوز هذه النقطة. الى اين ذهبت الانسة لينا بموجب هذه المنحة؟
ذهبت الى تدريس العربية في جامعة تافتس الامريكية.
 بماذا تشتهر هذه الجامعة؟
 تعرف هذه المؤسسة بانها محضنة الزعماء والقيادات السياسية في دول العالم النامي . كيف لمن ليست له اي خبرة بان يبدأ في التدريس في جامعة مرموقة وذات اهداف استراتيجية مثل هذه ؟

 لنعد الى مركز بيركمان للانترنات الذي يرعى موقع اصوات عالمية الذي تنتمي اليه لينا. مركز بيركمان يتبع برنامج الانترنات والديمقراطية. من يدير هذا البرنامج؟ السيد بروس اتلنغ الذي عمل لفائدة الحكومة الامريكية في افغانستان وروسيا وكمبوديا متخرج من جامعة تافتاس.
 هل هناك علاقة بين اختيار هذه الجامعة بالذات وبين نفوذ المسؤول عن برنامج الانترنات والديمقراطية ومن ورائه مركز بيركمان للانترنات والمجتمع بجامعة هارفارد.
 لنعد الى موقع اصوات عالمية الذي تعتبر فيه لينا من اكثر العضوات النشطات. من يديره؟ السيد ايفان سيغل. ما معنى ان يشارك مدير هذا الموقع في مؤتمر في 2009 نظمه معهد السلام الامريكي - معروفة ارتباطاته بالامن القومي- بمشاركة الجنرال ديفيد بيترايوس ومسؤولين استخباريين وامنيين؟ كان هدف المؤتمر الاستفادة من المدونات استخباريا وسياسيا وانشاء برامج لمقاومة الفكر الارهابي والحكومات الشمولية عبر رعاية المدونات الصغيرة ودعمها... هل موقع اصوات عالمية اذن بريء؟
 ثم قبل هذا وكله لنتساءل كيف يسمح النظام البوليسي التونسي بخروج الانسة لينا الى الولايات المتحدة ثم التجوال عبر العالم وهو الذي يعلم بنضالها ضد القمع؟
 هل هناك عاقل واحد سيصدق ان بن علي الطاغية يسمح بخروج شخص من البلاد وهو يعلم بانه سيهاجمه في الخارج؟
 ثم وعند عودتها الى ارض الوطن، كيف تعود لينا فرحة مسرورة الى منزلها دون ان تستجوب وتعذب وتتبهدل؟ هل هناك قوى اقوى من النظام تحميها من النظام ؟ ام ان النظام يخشى من سطوة قلمها؟
 لنتذكر بيان الخارجية الامريكية ايام الثورة الذي لم يندد بالقتل لقوات الامن التونسي ولم يطلب التحقيق في جرائم النظام وانما ركز على ضرورة اعادة فتح المواقع المغلقة. هل فتح موقع الكتروني على الانترنات اهم من حفظ حياة البشر؟ هل هناك رعاية بشكل من الاشكال وتشجيع ما من واشنطن لتلك الصفحات؟ ولمصلحة من؟
 الانسة لينا بن مهني وللحقيقة قاومت ظروفها الصحية الصعبة ولولا تبرع امها الفاضلة باحدى كليتيها لساءت حالتها اكثر. سؤالنا هنا : هل سمع تونسي واحد بالجامعة الرياضية التونسية للمنتفعين بزرع الاعضاء؟ لا.
 سمعنا بجامعة المعوقين لكن الاخرى لم نسمع بها. سؤالنا : كيف تمكن الانسة لينا من المشاركة في الالعاب الاولمبية السابعة عشرة لرياضة المنتفعين بزرع الاعضاء في استراليا في 2009؟ صحيح فازت بميدالية ولكن لم نقرا هذا الخبر في صفحات جرائدنا ولا اذيع على تلفزاتنا. اليس لشبكة العلاقات الجديدة مع الاصدقاء الغربيين دور في تلك المشاركة؟ سنفتخر نعم ببطلتنا ولكن شريطة ان يذهب وفد يمثل كل ارجاء الوطن وتشرف عليه وزارة الرياضة. وسؤالنا من جديد اذا كانت وزارة الرياضة تمنع الصيام في رمضان لابطالنا في المناسبات الكبرى و تطلب من الرياضيين الملتحين حلق لحاهم وتحجر على اللاعبين التصريح للصحافة والحديث في الامور المحرجة فكيف تسمح برياضية معارضة لنظام السابع من نوفمبر من السفر والمشاركة باسم البلاد؟

 لنتناول الان
كتابها حول الثورة التونسية ومساهمة مدونتها في صنع الربيع العربي .
لماذا صدر بفرنسا ولم يصدر بتونس؟ هل تونس الثورة غير جديرة بان يخرج فيها كتابها الاول؟ ام انها معروفة بفرنسا اكثر؟ ما معنى هذا؟ هل تم صنعها اعلاميا وتضخيم صورتها خارجيا لاهداف مجهولة؟ هل انعدمت دور النشر والمطابع لدينا ؟
 ثم لنتساءل مجددا: هل هناك كتاب واحد في اوروربا يباع بسعر 3 يورو فقط؟ هل يعني هذا ان الكتاب مدعم ماليا؟ من يدعمه اذن؟ مقابل ماذا؟ ثم هل يمكن لتكاليف الطباعة الباهضة ان تغطيها مرابيح محتملة؟

  لنمر الان الى نقطة اخرى.
فازت لينا بن مهني في 12 افريل الماضي بجائزة افضل مدونة في العالم.
 من يسند هذه الجائزة؟ راديو دوتشيفيلا الالماني؟ لنتأمل قائمة الفائزين قبلها.
 هل فيها عربي او مسلم واحد؟ لا.
 هل فيها صحفي او مدون سجنته اسرائيل او قتلته قوات الاحتلال الامريكي في العراق؟. لا.
 هل فيها مدون عربي اضطهده نظامه العربي بالتشريد والتعذيب والسجن؟ لا.
 هل تكون لينا افضل مدونة للدفاع عن الحريات وفي العالم العربي كل اولئك الابطال الحقيقيين؟ ثم الم تعرف مؤسسة دوتشفيلا ازمة مالية خانقة كادت ان توصد فيها ابوابها؟
 الم ينقذها بعض الممولين اليهود؟ هل ننسى سطوة اللوبي اليهودي في المانيا؟
 هل يمكن ان يفوز عربي واحد في المانيا وهو يهدد مصالح الدولة الصهيونية او ينتقدها؟
 ثم لنعرّج على ما تلا حفل الكريم بمدينة بون الالمانية.
 الم تنظم ورشة حوارية حول السلام في الشرق الاوسط؟
 الم تكن اعلام اسرائيل ترفرف خلف المنصة التي فيها لينا؟
 الم تنشر لينا نفسها صورا من الملتقى التنشيطي الذي حضرته وفيها اعلام اسرائيلية؟ هل ثمن الجائزة التطبيع مع اسرائيل؟ ثم لم التكريم في الخارج؟ هل رصيد لينا النضالي وعبقريتها الثورية موجه فقط الى الخارج والغرب؟ هل العيب في الامة التونسية التي لم تعرف ابناءها المناضلين ولم تكرمهم ام ان العيب في مدى نضال وصدقية أبنائها وانفتاحهم على الشعب ؟

 لنبحث الان
علاقة لينا بن مهني مع مدونين يشاركونها نفس التوجه ونخص بالذكر سليم عمامو.
لن نربط هذا الاسم بوالده المعروف بعلاقاته مع الاوساط النافذة في عهد بن علي باعتبار ان الابن يحمل افكارا ثورية. كيف تم اختيار سليم عمامو لكتابة الدولة للشباب خاصة وان المسنين المبزع والباجي لا يعرفون لا الفايسبوك ولا الانترنات؟ من اقترحه اذن؟ اليس رباعي الخارج من الوزراء؟
 صحيح استقال ولكن لا نبحث المسالة من جانب سياسي كما لن نعرج على استقالة لينا من هيئة اصلاح الاعلام.
 وعلى اثر ما تعرض له بعض المدونين والشباب من اعتداءات بوليسية منذ اسابيع قررت لينا ان تتظاهر امام وزارة الداخلية. من حضر؟ 5 افراد.
 هل ضربوا او اقتيدوا او حقق معهم كما فعل مع كل من حاول الاعتصام في شارع الحبيب بورقيبة او امام وزارة الداخلية؟ لا البتتة. ما معنى هذا؟
 بم نفسر انه من ضمن من حضر شاب مسؤول على احد نوادي الروتاري بالمرسى؟ هل هناك شخص ينكرالعلاقة بين الماسونية والروتاري؟
 من كان يصدق مثلا في مصر ان اكبر مدون مصري وائل غنيم يتم انزاله من ميدان التحرير بعد ان اكتشف الشباب علاقاته المشبوهة مع الحكومة الامريكية خاصة وانه كان مدير التسويق الامريكي لغوغل بالشرق الاوسط؟
 هل تعلمون ان اربعة من قيادات غوغل انتقلت للعمل في ادارة اوباما وفي مواقع حساسة؟
 هل تعلمون ان جاريد كوهين وهو اسرائيلي امريكي من مديري غوغل كان يعمل في عهد بوش كوزير مكلف مكافحة المواقع الارهابية وجمع المعلومات عبر الشبكة العنكبوتية وتيسير الثورات الشعبية على الحكومات الشمولية؟
 اذا كان وائل غنيم وهو الذي الهب المشاعر وبكى من اجل الثورة وسجن ايام مبارك -دون تعذيب - على علاقة بفريدوم هاوس وبالحكومة الامريكية اليس لنا الحق نحن التونسيين بان نتساءل عن مدونين تونسيين لم يسجنوا ولم يبكوا على الملا ولم يلهبوا مشاعر المواطنين العاديين؟
 هل خطة الامريكان كانت استبدال انظمة انتهى مفعولها باخرى ديمقراطية في الظاهر عميلة في الباطن تتم عبر ثورات شعبية سرعان ما يتم الاستيلاء عليها؟
 هل كنا امام سيناريو تم الاعداد له جيدا؟
ام ان الثورة حدثت ولكن قوى الخفاء لا تريد التزحزح من مكانها وتحاول البقاء عبر تغيير الوجوه؟ 

هل كل هذه الاسئلة هلوسات وغيرة من نجاح المدونة التونسية؟
 هل علينا نسيان التساؤل والتفكير النقدي لمجرد وهم الاجماع؟
 هل الاكتفاء بمطالعة صحفنا الصفراء سبيل مناسبة للتثقيف الواعي والحقيقي؟
 معذرة على الاطالة انسة لينا ونرجو ان تكون تساؤلاتنا في غير محلها.
***
خالد كحولي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire