من الشيخ كمال بن محمد المرزوقي الى الشيخ بشير بن حسن
------------
جفاني الكرى، فذكرت البشير، وودادا كان غير متكلّف، وإخاء لم تشبه في الله شائبة فيما أحسب، ورحما ونسبا في العلم لا في الطّين، وشكاوى للأواء الطّريق فيحملني وأحمله، وإن كنّا نختلف في أشياء فما زال النّاس يختلفون، والنّظراء في الرّأي يفترقون، لكنّ القلوب جميع، والقصد واحد.
دعوت اللّه أن يفرّج عنك ما أنت فيه، وأن يحفظ عليك دينك ويهديك إلى رشدك، وأن لا يزال لك ظهيرا ومعينا في الحقّ، لا إله غيره ولا ربّ سواه.
ربّ اكشف عن أخي كلّ ضيقة، واجعل أنسك وحياطتك بالعفو والتّوفيق رفيقه، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السّماء .
******************************
بشارة البشير:
ــــــــــــــــــــــ
أُخيَّ تُراك تعاني النَّصب *** وفي محنة أنت أو في تَعب
وما الخَطْب عندك إلاّ هناء *** وما عندنا لا يجافي اللّغب
فليس ينالك في الأسر ضرّ *** وتخلُص منه خلوص الذّهب
ولـكـنّـنـا هـهـنـا مُـبْـتَـلَـوْنَ *** بجهّال قـوم رعـاع الغـضـب
ألست الّذي خيّروك فخِرْت *** خيارا ليوسف جا عن كثب
به صُـنت ذرّيّةً كـالعـقـيـق *** فـصـرت بـهـا ولـهـا خير أب
فربّيتَ، نعم الرّباية كانت *** وذدت وحضت المحلّ الأشب
هو الشوق منّي إليك بشيرًا *** كمثلك فاعْلُ سماء الرُّتب
هو الشّوق يشكوه محرابكم *** ومنبر خطبتكم والكتب
فلا تأس، هذا نعيم مقيم *** حباكم به من إليه الغَلَب
ستخرج كالجبل المشمخرّ *** تناطح مزن السّحاب اللَّجِب
تناءيت حتّى بدا لي جفاء *** وعاد الفضاء كما لا أحب
لقد كنت تجلو كثير الهموم *** بذبّك عن سنّة المنتجب
سألت الإله العلّي القدير *** شآبيب عفو له أن تُصَب
على منزل أنت فيه مقيم *** تبثّ علوما وتُقْري الأدب
(( الشيخ -أبو جهاد- كمال بن محمد المرزوقي ))
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire