mercredi 27 février 2013

دور فرنسا في تحطيم الثورة التونسية






  
 مرتكبي جريمة قتل للسياسي اليساري شكري بالعيد يوم 6 فيفري 2013 أمام منزله, هي القبيلة الصهيونية المتمثلة في الجالية اليهودية السيفارد  التي اطردت مع الاستعمار الفرنسي من بلدان شمال افريقيا في الستينات, والتي استولت على جميع القوى الاقتصادية و الثقافية و العسكرية و السياسية في فرنسا اليوم .والممثلة سياسيا باسم CRIF
ان فرنسا قد فقدت سيادتها و قوتها بعد أن استولت عليها عصابة من اليهود لا تمثل سوى 5 في المائة من مجموع الشعب الفرنسي . أصبح  المواطن الفرنسي العادي غريبا في بلده مجبرا لتحمل الويلات من تلك الممارسات الصهيونية . و قد كان الجينيرال دوغول في الستينيات شاعرا بالمخاطر التي تواجهها بلاده من قبل القبيلة الصهيونية الماكرة, و كان  من بين السياسيين الذين حاربوا القبيلة و واجهوها... و اليوم لا تزال هناك نخبة من المثقفين و السياسيين و جينيرالات في فرنسا يقاومون ذلك التيار الجارف للصهيونية العالمية . والتي أفرغت فرنسا من جميع طاقاتها و قواتها الاقتصادية و الثقافية و الاجتماعية .
الافلاس الاقتصادي :
من الناحية الصناعية لم تعد فرنسا قادرة لبيع أي شيء من منتوجاتها الصناعية للعالم , أصبحت مصانعها تغلق أبوابها وتعلن إفلاسها الواحد تلوى الآخر إما بصفة نهائية مع انتهاء وجود المنتوج نهائيا من السوق... أو بنقل تلك المصانع المفلسة لبلدان أخرى لمدة زمانية محدودة قبل موتها نهائيا. وان الرسالة المهينة التي ارسلها أخيرا مدير شركةأمريكية لصناعة الإطارات المطاطية الفلاحية (السيد تايلور) إلى وزير الصناعة الفرنسي تعطي النظرة الصحيحة التي وصلتاليها الصناعة الفرنسية اليوم..  
مقابل ذلك أصبحت تستورد جميع بضائعها المصنعة تقريبا من الصين حيث أنها لم تعد قادرة حتى  لشراء المنتجات الصناعية  الألمانية و اليابانية ذات الجودة العالية نظرا لغلاء ثمنها.  
فلم يعد يخفى على أحد, أن فرنسا المفلسة اقتصادايا هي بلد يعيش اليوم بالقروض و بالتسول للعرب الأثرياء أمثال السعودية و قطر و الإمارات . أو بالاستحواذ على أموال و ممتلكات الأفارقة الأثرياء الذين نهبوا شعوبهم و احتموا بفرنسا لتحميهم عسكرا بالجيوش المرتزقة المبثوثة على كامل القارة الإفريقية الفرونكوفونية . أو بشن حروب استبدادية استعمارية كالتي سلطة على ليبيا للاستحواذ على الاموال الطائلة التي أودعها القذافي في البنوك الغربية و الانقضاء تماما على كل الثروة النفطية لذلك البلد الجار العربي المسلم الشقيق. أو كشن الحروب ضد القطر المالي قصد الاستلاء على مناجم الاورانيوم و خصوصا لاستعراض عضلتها أمام العسكريين الأفارقة  بالطائرات الحربية الميراج التي لا يريد شراءها أحد , قصد محاولة بيعها قبل أن يأكلها الصديد...
الافلاس الثقافي:
هذا الإفلاس المادي تبعه إفلاسا ثقافيا و اجتماعيا, فمن الناحية الثقافية لم يعد لفرنسا ما تعطيه للعالم . أصبحت اللغة الفرنسية غير معترف بها في الأوساط العلمية و الاقتصادية وأصبح المثقفون يعقدون مؤتمراتهم في جميع الميادين باللغة الإنكليزية. طمعا في استقطاب أكثر ما يمكن من الحاضرين.
يسيطراليهود على جميع وسائل الإعلام والثقافة ودور النشر في فرنسا, مثلما هو الشأن في سائر البلدان الغربية بدون استثناء. كل هذه الوسائل الإعلامية و الثقافية ترمي لتمجيد الكيان الصهيوني العنصري , ولحماية إسرائيل  ...  كل المحاضرات و المعارض الفنية  و الكتاباتالتي تتحدث عن فلسطين محظورة في فرنسا ... و كل من يتهم الكيان الصهيوني من بعيد أو من قريب بشكل من الأشكال يهدد مستقبله ومستقبل حياته المهنية و يُتّهم بالمُضاد للسامية وبالعنصرية ضد اليهود. 
الافلاس الاجتماعي :
أما من الناحية الاجتماعية ففي حين أن شعوب العالم قد أصبحت واعية بوجوب التفتح على الثقافات و الكفاءات المختلفة و المتنوعة عند الشعوب,  وفي حين أن تونس البلد الصغير في حجمه والعظيم في شأنه, قدم ثورة سلمية أذهلت العالم و أصبحت نموذجا للتصدي للنهب والظلم و الاستبداد , في حين أن الدولة التونسية هي الدولة الأولى في العالم التي تجرأت لتنصيب امرأة ومحجبة, كنائبة رئيس برلمان منتخب, يكتب دستورا يطمح للدفاع عن الحرية و العدالة ...في حين هذا كله, لا تزال فرنسا المكبلة بمخالب القبيلة الصهيونية الماكرة, تتخبط في قوانين عجيبة غريبة,  من شأنها تفكيك أواصر المجتمع من أساسه, وذلك بالقضاء تماما على الخلية الأسرية, و الخوض في دعم قوانين تبيح الزواج وتبني الأطفال بين الشواذ ... أو بوضع قوانين تافهة, كمنع أو إباحة لبس السراويل للنساء, أو تحريم أو عدم تحريم تغطية شعر المسلمات, أو  تجريم الأمهات المهاجرات اللواتي  يأتين ساترات لشعرهن للعودة بأطفالهن منالمدارس ...
ونحن من هنا نتعجب ونستاء إلى أي حد وصلت إليه عنصريتهم وكرههم الدفين للإسلام, إلى درجة منع سيدة متحجبة من المشاركة في التطوع لتوزيع الوجبات الغذائية في المطاعم الخيرية ... أو إلى منع  مشاركة الأمهات المتحجبات في مجالس الأولياء في المدارس الابتدائية ...
من هنا تمادت وتفننت  جميع وسائل الإعلام الصهيونية في فرنسا كسائر الدول الغربية , في إفشاء الإسلاموفوبيا و فكرة العنصرية الجديدة الموجهة ضد المسلمين و التي بيناها في كثير من المواقع و أعيد سردها هنا حتى يستوعبها الجميع...
   "فكرة المسلم المجرم بطبعه" . فالتهمة الموجهة للمسلم ليست في حاجة لمبررات و لا لأدلة فهي تنبع من ذاته و من العقيدة التي ينتمي اليها ... بهذه الفكرة  يمكن هتك عرض المسلم وسفك دمه و استباحة أمواله و اغتصاب أرضه و إخضاعه لجميع وسائل التعذيب و التنكيل من قبل جنود القبيلة الصهيونية على مرئي و مسمع الجميع بمجرد الشك في أن هذا المواطن أو تلك "يمكن أن يقوم بأعمال إرهابية"؟... والإرهاب هنا هو كلمة تكتيكية حربية و هي تعلة لا غاية لاغتصاب الارض ولسرقة ثروات الشعوب.
الهجوم الإعلامي على بلادنا قبل الثورة :
وقد وجهت القبيلة الصهيونية هجومها الاستعماري الثقافي الجديد على بلادنا ببعث و تمويل  القنوات التلفزية و الإذاعية و دور الصحافة داخل البلاد و خارجها . أمثال إذاعات موزاييك أفم و جوهرة أفم و شمس أفم و قنوات تلفزية  مثل حنبعل و نسمة و التونسية ودور صحافة مكتوبة لم تعد تحصى ولا تعد .
 كل هذه الوسائل الإعلامية لها نفس الأهداف :

1. محاربة اللغة العربية بعدم التعبير بها و استبدالها باللغة الدارجة و اللغة الهجينة فرنسية عربية دارجة.

2. تمييع المجتمع والتهجم على الشباب والمرأة و الأسرة ببث المسلسلات و الأفلام الفاحشة التي تتجه نحو التسيب الخلقي و طرح مشاكل الجنس و المخدرات كمحور خلقي عادي  , يمكن أن يجد مكانه في الأسرة و المجتمع .

3. محاربة الإسلام و ذلك بتقزيمه و الحط من قيمته و تجريم المسلمين. وتقديم المسلم كعدو للبشرية المتحضرة و للقيم الديمقراطية و للسلم في العالم. و للغرب بصفة عامة. وجعل هذه الأفكار متبنية من جميع طبقات المجتمع المثقف. بقطع النظر عن انتمائها السياسي يميني أو يساري ... بحيث يصبح الكره الدفين للإسلام و للمسلمين متعدد الأنماط والأشكال بقطع النظر عن الاتجاهات السياسية لمختلف المواطنين . فيصبح العلماني حاقدا على دينه  لأنه يكره الديانات ،و يصبح الغير المتدين حاقدا على المشايخ و رجال الدين الواعظين للناس باتهامهم  بالغلو أو بفرض أفكار لا تتماشى مع العصر ...  و يعلن الاشتراكي الديمقراطي حقده للشريعة الإسلامية  باسم المساواة بين المرأة و الرجل في الإرث أو باسم تحرير الجنس خارج الزواج  أو بحرية تعاطي المخدرات و شرب الخمور , و هكذا ...


الانقلاب السياسي على الثورة التونسية:
لقد حز للمجرمين اليهود السيفاراد الذين يحكمون في دواليب فرنسا اليوم و الموالين للحكومة الإسرائيلية العنصرية الظالمة أن تولد حكومات عربية توحد الله وتنعم بعدل الشريعة الإسلامية . لأنها تعلم جيدا أن كل شعب يوحد الله و يختار تحكيم شرع الله في حياته هو شعب خارج عن طاعتها, هو شعب حر يملك مصيره ويتحكم في مستقبل أجياله... ومحافظ على هويته و ثقافته وعلى ثورة بلاده,  ..., لذلك كان لا بد من الإطاحة بالحكومة التونسية و بوضع حد لهذه  الثورة المباركة الوليدة .
فبنفس النسق التي ألغيت فيه الانتخابات الجزائرية في بداية التسعينات. وبنفس الأساليب الماكرة والفتنة و الحصار الذي فرض على الحكومة الفلسطينية المنتخبة في غزة  و ما نتج عنها من إبادة جماعية لشعب بأكمله وبدعم مطلق  جميع الدول الغربية .
كان لا بد من إعادة الفوضى للبلاد التونسية ,وخلق جو من التوتر الذي يؤدي إلى حرب أهلية مثل التي وجدة في العراق بعد الغزو الامريكي بين الشيعة والسنة, أو بين المسيحيين والمسلمين في الكثير من الدول الإفريقية …و المضي قدما لعرقلة المسار الإسلامي الحداثي التي ترمي له القوى السياسية في تونس بعد خمسين سنة من التغريب و الظلم و النهب ,والدفع  بالبلاد من جديد في دوامة  الاستبداد و كبت الحريات و المضايقات على المسلمين و سرقة  خيرات و ثروات البلاد مثلما كان الشأن في عهد بن علي و أصهاره الطرابلسية...ومثلما هو الشأن اليوم في معظم البلدان العربية و الإفريقية ...
ولكن مع الأسف الشديد و بعكس هذه الدول, الشعب التونسي شعب مسالم متجانس فكريا و حضاريا . مسلم, سني, مالكي, يفخر بإسلامه و بعروبته و بتاريخه عبر العصور قبل و بعد الإسلام ...
فإشعال الفتنة بين أفراد شعب متجانس متماسك، يتطلب إذا البحث عن قطبين متناقضين متباغضين .
القطب الأول الذي كان لا بد من الإطاحة به والذي يمثل الشوكة الحادة في حلق القبيلة الصهيونية , هو القطب الذي يتبنى في برامجه الأفكار الإسلامية وهو اليوم المتجسد في حركة النهضة . وكما هو معهود فالإسلاميين يمثلون المنديل الكلاسيكي التي تمسح فيه سكاكين جرائم القبيلة الصهيونية , مثل ما فعل في أكذوبة الحادي عشر من سبتمبر و مثلما فعل في تفجيرات مدريد ولندن و أندنيسيا و باكستان...
وأما القطب المتناقض المناهض لهذا التيار الشعبي في تونس, هو القطب اليساري, الذي كان  يترأسه شكري بالعيد . والذي لا يمثل شيء في الحقيقة, لا داخل تونس و لا خارجها ... والدليل على ذلك, هو وجود نائب واحد في المجلس التأسيسي لهذا التيار.
اغتيل هذا الرجل لأنه عرف بكثرة عدائه للإسلام و للنهضة. هذا الحزب السياسي الذي يجسد الإسلام المعتدل على أرض الواقع . و الذي اختاره الشعب التونسي بأغلبية ساحقة في الانتخابات السابقة التي جرت بعد هروب بن علي و سقوط دولة الظلم و الاستبداد. كان هذا الرجل السياسي يمثل:

-       رمز العداء لتحكيم الشريعة و الهوية الإسلامية في النصوص الدستورية التي هي بصدد الكتابة في المجلس التأسيسي ,
-       و كان يمثل رمز العداء أيضا لتشريك أزلام النظام السابق في المشاركة المستقبلية في الحياة السياسية . و المعروف أن هؤلاء الأشخاص قد انضموا كلهم جميعا إلى حزب نداء تونس. الحزب السياسي الذي أنشأته و مولته القبيلة الصهيونية و أجهزة المخابرات الفرنسية بعد الانتخابات ليكون المنافس الأكبر لحركة النهضة الإسلامي في تونس.


 


من هنا نفهم أن اغتيال هذا المناضل السياسي اليساري من قبل القبيلة الصهيونية و اتهام الاسلاميين المتشددين كالعادة و ككل مرة كان مدروسا ومبرمجا منذ أشهر, وقد اختير ليصبح الضحية المثالية لبث الفتنة في البلاد, ولبلوغ هدفين أساسين ...وهما :
-       تكسير شوكة حزب النهضة الذي يحظى بقاعدة شعبية كبيرة , بإشعال نار الفتنة بين القطبين التونسيين المتضادين :  القطب الإسلامي و القطب اليساري و إسقاط شرعية المجلس التأسيسي المنتخب و شرعية سيادة الرآسة و شرعية الحكومة التأسيسية المولودتان من ذلك المجلس…

 

-       الهدف الثاني هو تعزيز و تمكين جميع الاحزاب السياسية المعادية للفكر الاسلامي و خصوصا لترسيخ مكانة الحزب المطيع حزب نداء تونس المتكون من أزلام النظام السابق, و الذي أسسته و دعمته و مولته القبيلة الصهيونية بعد فشل جميع الاحزاب السياسية المنافسة للتيارات الإسلامية في انتخابات أعضاء المجلس التأسيسي.

  أما صيغة الجريمة السياسية فهي في نفس النسق و في نفس المنوال الذي اغتيل به رفيق الحريري في لبنان أو السفير الأمريكي في بنغازي. القبيلة  الصهيونية تقتل للإشعال نار الفتنة قصد الوصول لمآربها الشيطانية … ثم  تمسح سكاكين جريمتها ككل مرة و ككل حين في "الإسلاميين الإرهابيين" .

في اغتيال رفيق الحريري درس واعتبار

تجرأت القبيلة الصهيونية  لقتل الحريري في لبنان و اتهم حزب الله والنظام السوري المتحالفان , في الحقيقة تقرر شن الحرب على سورية بعيد الحرب على العراق . ففي الأسبوع التالي لسقوط بغداد, صوت كونغرس  الولايات المتحدة على ما يسمى قانون محاسبة سورية, المتمثل في تفويض لرئيس الولايات المتحدة بشن هذه الحرب. ومنذ 2003 حاولوا مرات عدة  شن هذه الحرب بوسائل مختلفة, نذكر مثلا, ومنذ التصويت على هذا القانون, تم اتخاذ عقوبات ضد سورية  من قبل الولايات المتحدة الأمريكية  وتبعتها في ذلك جميع الدول الغربية الاخرى,.. كانوا يقولون آنذاك إن ذلك بسبب انتشار القوات العسكرية السورية في لبنان , و التي كانت متواجدة بطلب من المجتمع الدولي لإنهاء الحرب الأهلية اللبنانية . عندئذ أمر الرئيس السوري قواته العسكرية مغادرة التراب اللبناني,  مبررا ذلك الانسحاب بكثرة النفقات التي يكلفها هذا التواجد العسكري على بلاده .
بعد ذلك حصل اغتيال السيد الحريري و وجهوا أصابع الاتهام مباشرة ومنذ الساعات الاولى نحو النظام السوري  , ثم  أوجدوا محكمة خاصة هدفها الرسمي الوحيد هو القبض على الرئيس السوري ووضعه في السجن ، ولكن سرعان ما انهارت كل الاتهامات الموجهة ضد سورية في قضية شهود زور مثيرة للشفقة , فقامت الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 بهدف توريط سورية, فأخفقت بدورها بصورة مخزية مهينة, إذ إن حزب الله كان قادرا على دحر العدوان الإسرائيلي ...
كل هذه الأحداث تمكننا من أن نستوعب الدروس وأن نعلم الأهداف و الأسباب التي اغتيل من اجلها الحريري لنفهم القضية التونسية بقتل شكري بالعيد:ففي اغتيال رفيق الحريري وصلت القبيلة الصهيونية الى تحقيق أهداف متعدد,

1. منع قيام تحالف سياسي كبير في لبنان يضم ثلاثة أطياف سياسية  : الرئيس رفيق الحريري وحزب الله وحركة أمل، بالإضافة إلى وجود النائب وليد جنبلاط من ضمنه... يمنع هذا التحالف تواجد اية فتنة إسلامية سنية شيعية في لبنان, الشيء الذي  يقطع دابر سعي القبيلة الصهيونية  لإشعال الفتن داخل ذلك البلد وفي البلدان المجاورة له.


2. منع استقرار لبنان بكل شكل من الأشكال وذلك بإيجاد فتن داخلية سنية شيعية و إسلامية مسيحية،. لأن القبيلة الصهيونية تعلم أن الاستقرار الداخلي في ذلك البلد قد يتيح للمقاومة التفرغ للترصد ضد العدو الإسرائيلي بمفرده و يشكل ذلك  خطرا مميتا لإسرائيل .


اغتيال السفير الأمريكي ببنغازي من قبل القوات الفرنكواسرائيلية 

ولا تبعد علينا كثيرا  الواقعة الاخيرة  التي جرت يوم 11 سبتمبر 2012 ؟ و التي ارتكبتها أجهزة المخابرات الفرنسية المرؤوسة من قبل القبيلة الصهيو اسرائيلة  والتي تتمثل في قتل السفير الأمريكي في بنغازي.. حيث لا أحد يمكن أن يصدق أن سفيرا أمريكيا في بلد حرب لا توجد عليه حراسة ,و قد استعملت في تلك العملية أجهزة اتصالات و أسلحة لا تملكها سوى القوات الفرنسة و الانقليزية المتواجدة هناك في بنغازي بعد سقوط حكم القذافي.
 كان الهدف من تلك الجريمة توجيه الاتهام للإسلاميين لإسقاط الرئيس أوباما الذي كان يخوض حملته الانتخابية ضد منافسه رومني .... و اتهامه بالتهاون بالديبلوماسيين الأمريكان, وبتخاذله لتتبع الإسلاميين حسب زعمهم , و لدفع الرأي العام الأمريكي لانتخاب منافسه رومني, الذي كان يساند التدخل العسكري المباشر في إيران و في الدول الإفريقية, والذي كان يساند بشدة سياسة ناتانياهو في إسرائيل ...
تمثل هذه الجريمة منعرجا خطيرا  في العلاقات الفرنسية الأمريكية  و في صلب القبيلة الصهيونية نفسها, حيث بينت فرنسا و اليهود الذين يتحكمون في أجهزتها الحربية والإستخباراتية, أنها أصبحت تتصرف لوحدها في بعض الدول الافريقية والعربية, وذلك حسب برامجها, بدون أن تستشير أجهزة المخابرات الأمريكية, و قد بدأ ذلك بعد التدخل العسكري للحلف الأطلسي  لنسف الشعب الليبي و سرقة أمواله وثروته النفطية.
خلق أسطورة الشهيد لتعميق الشقاق بين مختلف التيارات السياسية :
أصبح شكري بالعيد بين عشية وضحاها البطل المغوار . "منقذ البشرية, اغتيل بأيادي إسلامية, إرهابية, مناهضة للديمقراطية, متعصبة, متزمتة, لا تستحق العيش, وأقل من ذلك أن تحكم بلاد" . فأعلن "الاتحاد العام التونسي للبطالة" إضرابا عاما شل الاقتصاد,  و خرجت المظاهرات في جميع المدن  تنادي بحل المجلس التأسيسي, وإسقاط الحكومة,  وأقيمت جنازة رسمية قامت بتغطية فاعليتها جميع المحطات التلفزية, ببث مباشر طيلة اليوم, "عسى أن نفهم و نستوعب خطورة الجريمة النكراء... ونعلم نحن التونسيون البسطاء , أن الاسلام هو دين عنف و قتل...وأن نفوض شؤوننا السياسية والاقتصادية للرفقاء الشيوعيين, وعلى رأسهم الرفيق الزعيم حما الهمامي, وأن يكتب دستورنا من قبل رجال أفذاذ أمثال جوهر بن مبارك أو القصاص... وأن تحكى أخبارنا من قبل قنوات تلفزية أمثال فرانس ‌‌‌4  وأن نبكي بالدموع الحرة على الشهيد الأكبر للبلاد التونسية ... ؟؟"

ليس من عادتي أن أعطي رأيا في هذه الأمور, ولكن هنا لا بد من شيء من التوضيح , لمفهوم و تعريف الشهادة...
لم يمت هذا الرجل شهيدا, لأن الشهيد هو الذي يموت وهو يحارب الكفر والنفاق, لتحرير العباد من عبادة العبيد الى عبادة الله وحده .
إن الشهيد هو الذي يكرس حياته لنشر الرسالة المحمدية في ربوع الأرض , وإعلاء كلمة الله , و الدفاع على الشريعة . و الذود عنها… هذه هي الشهادة التي نعرفها . ان الجهاد لا يكون الا في سبيل الله لاغير … لا في سبيل الديمقراطية, و لا في سبيل القومية العربية, ولا في سبيل الشيوعية, و لا في سبيل الأفكار اليسارية ...ولا حتى في سبيل الوطن … كما يزعم البعض . مصداقا لقوله تعالى في كتابه العزيز " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا, بل أحياء عند ربهم يرزقون " ...

تطبيق البرنامج المخطط باسقاط الحكومة و تركيع سياسيي النهضة لحكم القبيلة الصهيونية .
كان الهدف المنشود من عملية الاغتيال هذه هو :

-       إسقاط الحكومة: الشيء الذي حصل بالفعل بعد بضعة أيام, حيث  قدّم رئيس الحكومة التأسيسية المنتخبة, حمادي الجبالي استقالته, اثر الضغوطات القوية التي مورست عليه في اليوم الموالي للإغتيال .

-       منع المجلس التأسيسي للتصويت على مشروع قانون تحصين الثورة . وهو قانون يحتوي على جملة من النصوص تقر محاسبة السياسين الذين نهبوا البلاد و تتصدى لدخولهم من جديد في الساحة السياسية... الشيء الذي حصل . حيث أن أعمال المجلس قد توقفت تقريبا ,

-       تشكيل حكومة مطيعة موالية للقبيلة الصهيونية المجرمة . الشيء الذي حصل أيضا, بعد الندوة الصحافية التي قام بها علي لعريض الرئيس الجديد للحكومة يوم 26 فيفري 2013 و التي أعلن فيها بهتانا و زورا ان القتلة هم  اسلاميين متشددين و التي برأ فيها ساحة الجنات الحقيقين . اعني أعوان  أجهزة المخابرات الفرنسية العاملة في بلادنا لصالح القبيلة الصهيونية .

على كل، ليس لنا سوى أن ندعو الله بأن يغفر لجميع وزرائنا و حكامنا وأن يتغمد الفقيد المقتول بواسع رحمته. وأن يحمي بلادنا و سائر بلاد المسلمين من كيد القبيلة الصهيونية الماكرة ...وهو المستعان المعين...

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire